يلتقي اليوم المنتخب الوطني لكرة اليد (رجال) مع نظيره المصري في نهائي الطبعة ال26 لبطولة إفريقيا التي تجري بالقاهرة، وهدفها الوصول الى تحقيق اللقب الثامن للمنتخب الوطني في المنافسة القارية، بالرغم من صعوبة المأمورية أمام منافس قوّي. أشبال الناخب الوطني فارق دهيلي بعدما حققوا الأهم في هذه الدورة منذ البداية حيث تصدروا المجموعة بثلاث انتصارات ثم تجاوزوا الدورين ربع النهائي ونصف النهائي أمام كل من منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنتخب جزر الرأس الأخضر بالأداء والنتيجة، رسموا تأهلهم لبطولة العالم 2025، قبل الوصول إلى النهائي الذي كان الهدف المباشر للتشكيلة الوطنية بعد غياب دام 10 سنوات كاملة أي منذ 2014، عندما توّج الخضر بآخر لقب إفريقي لهم بقاعة حرشة. ويتجدّد اليوم الموعد مع النهائي ضد المنتخب المصري بهدف إحداث المفاجأة والعودة باللقب من أرض الكنانة، بما أن البساط هو الفاصل في النتيجة في المواجهة ال18 بين الفريقين ضمن البطولة الإفريقية. يأتي ذلك بالنظر للمعنويات العالية التي تعيشها العناصر الوطنية بعد عودة روح المجموعة للفريق واستعادة الثقة الضائعة وهيبة كرة اليد الجزائرية قاريا، لأنه لم يكن بالأمر السهل الوصول للنهائي بالنظر للظروف الصعبة التي مرت بها الكرة الصغيرة الجزائرية قبل البطولة الأفريقية، إلا أن عزيمة وإرادة اللاعبين صنعت الفارق وتمكنوا من قول كلمتهم من خلال تسيير المنافسة لقاء تلو الآخر بداية من مواجهات الدور الأول أمام منتخبات الغابون، ليبيا والمغرب.. وبعد ذلك في الأدوار الاقصائية أمام منتخبي جمهورية الكونغو الديمقراطية وجزر الرأس الأخضر .. هذا الأخير وصيف بطل النسخة الماضية، وبذلك الوصول إلى النهائي، ما يعني أن التشكيلة الوطنية ستدخل المباراة من دون ضغط وستلعب العناصر الوطنية كل حظوظها ضد المنتخب المصري الذي يملك ترسانة من اللاعبين حضّروا جيدا لهذا الموعد لأنه محطة مؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس 2024. بالتالي، فإن اللقاء لن يكون سهلا لكلا الطرفين لأنه وبالرغم من المستوى العالي للمنتخب المصري، إلا أن أشبال المدرب دهيلي لن يدخلوا في ثوب الضحية وسيلعبون حظوظهم والعمل على استغلال الضغط لصالحهم، لأن الفائز باللقب سيتأهل مباشرة للأولمبياد القادم، والفريق الوطني يتكون من أسماء لها الخبرة في تسيير مثل هذه المواجهات الصعبة على غرار القائد بركوس الذي سيعيش النهائي الثالث له مع الخضر بعد سنة 2012 و2014، وقال في تصريح خاص ل«الشعب": "الحمد لله نجحنا في بلوغ كل أهدافنا خلال هذه البطولة أين وصلنا للنهائي من دون أي هزيمة، وكان الفريق يستعيد روحه مع مرور المباريات، ما أعطى ثقة أكبر وسط التشكيلة لأن الفوز جد مهم وبعدما تأهلنا لبطولة العالم بقي أمامنا هدف التأهل للنهائي الذي كان هدفنا منذ البداية وتحقق ذلك بفضل مجهودات اللاعبين". بركوس: كل شيء ممكن في النهائي" واصل بركوس قائلا "الآن وبعد الوصول للنهائي فإن معنوياتنا عالية وهدفنا تقديم الأفضل أمام المنتخب المصري الذي يعتبر عالميا، لكن سنلعب كل حظوظنا ولن نستسلم من أجل تشريف الراية الوطنية وكرة اليد الجزائرية، لأننا نملك مجموعة من الأسماء التي ترغب في تقديم الأفضل، والنهائي يبقى كل شيء ممكن ولما لا العودة باللقب واسعاد كل الشعب الجزائري، بالرغم من الظروف الصعبة التي سبقت المنافسة لأننا حضرنا بإمكانيات محدودة .. لكن الحمد لله حققنا نتائج إيجابية وسنعمل على مواصلة المشوار حتى صافرة النهاية". غضبان: سنلعب كل حظوظنا في النهائي من جهته الحارس المتألق خليفة غصبان أكد في تصريح خاص ل«الشعب" انه سيكون في الموعد لتقديم الإضافة لزملائه في قوله: "الحمد لله تمكنا من تحقيق نتائج مشرّفة ضمن البطولة الأفريقية من خلال الفوز بكل اللقاءات لحد الآن، وأنا جد سعيد لأنني قدمت الإضافة لزملائي خاصة في الأوقات الصعبة، حيث نبقى مجموعة واحدة ونلعب بروح قوّية وهذا ما ساعدنا على النجاح، والحمد لله تمكنا من العودة للنهائي بعد غياب 10 سنوات كاملة، وهذا بفضل مجهودات اللاعبين الذين كانوا في الموعد وقدّموا ما عليهم في كل المباريات ما سمح لنا بتحقيق الأهم من خلال بلوغ المونديال والنهائي، وسنواصل بنفس العزيمة والإرادة أمام المنتخب المصري". خرموش: قوّتنا في "روح" المجموعة اللاّعب المتألق الذي برز في هذه الطبعة باستيان خرموش هو الآخر أكد في تصريح خاص ل«الشعب" انهم حققوا الأهم وتأهلوا للنهائي وسيقدمون كل ما لديهم ضد المنتخب المصري، قائلا: "نحن جد سعداء بتأهلنا لنهائي البطولة الأفريقية حيث لعبنا بشكل جيد منذ البداية وكنا يد واحدة ومجموعة متماسكة ما أعطى لنا القوة في الفوز بكل اللقاءات الخمسة الماضية وصولا إلى النهائي، خاصة في لقاء نصف النهائي الذي قدمنا خلاله أداء هجوميا ودفاعيا رائعا كنا كتلة واحدة طيلة المواجهة إضافة إلى دور حراس المرمى في صنع الفارق وإعطاء الثقة للاعبين من خلال تصدّياتهم الموفقة، وحاليا نحن في النهائي حيث أسعدنا الشعب الجزائري الذي تابعنا ورفع معنوياتنا وسنواصل بنفس العزيمة لتحقيق اللقب". واصل خرموش قائلا: "هذه ثاني مشاركة لي مع المنتخب الوطني ضمن البطولة الإفريقية والحمد الله حققنا التأهل للنهائي بعد مشوار إيجابي أنا جد سعيد بذلك، وسنواصل المجهودات أمام المنتخب المصري من أجل العودة باللقب، بعدما حققنا الأهم من خلال التأهل لبطولة العالم والعودة للنهائي بعد غياب طويل 10 سنوات، ونحن نعلم انه سيكون صعبا ولكن سنقدم ما علينا لتحقيق اللقب ضد المنتخب المصري الذي يلعب على أرضه وأمام جمهوره .. ولهذا سيكون نهائي رائع وكل اللاعبين سيقدمون ما عليهم من أجل مواصلة المشوار ضمن هذه البطولة لإسعادالجمهور الجزائري، وأنا شخصيا جد سعيد بهذا الإنجاز الذي يعتبر الأول بالنسبة لي بألوان المنتخب وسأقدّم كل ما لدي فوق البساط و60 دقيقة ستكون فيها كل الاحتمالات واردة رغم قوة المنتخب المصري". النهائي ال15 ل"الخضر".. للإشارة، فإن المنتخب الوطني سينشط النهائي ال 15 له في تاريخ مشاركاته ضمن البطولة الأفريقية، تمكن من التتويج ب7 ألقاب .. فيما كان وصيفا في 7 محطات بداية من سنة 1976، ولم يتخلف عن الموعد القاري ب25 مشاركة لحد الآن، وها هو يعود إلى النهائي بمجموعة من اللاعبين تمزج بين الخبرة والتجربة في صورة كل من بركوس، كعباش، داود، غضبان، عبدي ساكر، حاج صدوق، والشباب في صورة بوناب، خرموش، زنادي، بولحسة، بإرادة وروح عالية من أجل تسجيل أسمائهم بأحرف من ذهب لأنهم كانوا عند وعدهم بالتأهل للنهائي بعد غياب 10 سنوات، وفي نفس الوقت استعادوا الهيبة الضائعة للكرة الصغيرة الجزائرية بعدما كانوا في المركز الخامس ضمن الطبعة الماضية.