عاد ظهيرة أمس المنتخب الوطني لكرة اليد (رجال) إلى أرض الوطن متوّجا بالميدالية الفضية بعد مشاركة مشرّفة ضمن فعاليات الطبعة 26 للبطولة الأفريقية التي جرت بمصر من 17 إلى 27 جانفي 2024، حيث تمكّن المنتخب الوطني من تحقيق كل الأهداف التي سطّرت ضمن هذه المحطة أبرزها التأهل للمونديال، والمشاركة في دورة الملحق العالمي المؤهل للألعاب الأولمبية. البطولة الأفريقية التي اختتمت أول أمس كانت محطة جد مهمة للكرة الصغيرة الجزائرية، حيث سجلنا عزيمة كبيرة للاعبين خلالها برفعهم التحدي، وبروح مسؤولية عالية حقّقوا كل الأهداف التي تنقلوا من أجلها بداية من استرجاع هيبة كرة اليد الجزائرية قاريا بوصولهم للنهائي بعد خمس انتصارات متتالية بداية من أول جولة ضد الغابون بنتيجة 31 مقابل 27 ثم ليبيا بنتيجة 34 مقابل 19 ثم المغرب بنتيجة 30 مقابل 23، حيث تأهّلوا للدور ربع النهائي بالعلامة الكاملة في صدارة المجموعة الثالثة، للتواصل سلسلة الانتصارات من خلال الفوز على جمهورية الكونغو الديمقراطية بنتيجة 36 مقابل 23، ويتحقق بذلك ثاني الأهداف من خلال اقتطاع تأشيرة المونديال بما أن الموعد الأفريقي يسمح بتأهل خمس منتخبات. جاء التأكيد ضد جزر الرأس الأخضر في المربع الذهبي أين فاز رفقاء بركوس بالأداء والنتيجة أمام وصيف النسخة الماضية ب 32 مقابل 26 في هذه الموقعةو التي سمحت للخضر للعودة لتنشيط النهائي بعد غياب دام 10 سنوات كاملة، وهو ثالث الأهداف بالنسبة للعناصر الوطنية بعد تصدر المجموعة وبلوغ المونديال وضمان المشاركة في دورة مؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس، جاء ذلك رغم قلة التحضيرات والإمكانيات المحدودة التي سبقت الموعد القاري الهام، إضافة إلى وجود عديد الإصابات على غرار نعيم زهير الذي ودع المنافسة في الجولة الثانية، في حين واصل غضبان اللعب رغم الإصابة في العضلة المقربة، وقدم الإضافة اللازمة وكان له دور كبير في بلوغ النهائي. توفير الظّروف لتحقيق الأفضل مستقبلا النهائي كان ضد المنتخب المصري الذي يملك ترسانة مع اللاعبين الذين حضّروا جيدا للحدث، حيث واجهوا منتخبات عالمية على غرار النرويج، هولندا والدنمارك، فيما اكتفى أشبال دهيلي بلعب خمس لقاءات ودية فقط في مدة تحضير دامت شهر واحد، ورغم ذلك كان زملاء المتألق حاج صدوق في الموعد، وقدموا ما عليهم في النهائي الذي انتهى بنتيجة 29 مقابل 21، أكّدت مرة أخرى أنّ الكرة الصغيرة الجزائرية دائما تشرف الراية الوطنية في مختلف الاستحقاقات مهما كانت الظروف، ولكن بعد هذه العودة القوية قاريا لابد من توفير الإمكانيات والظروف لهذا الفريق من أجل تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا بداية من الدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية التي ستكون شهر مارس القادم، وكذا بطولة العالم مطلع سنة 2025 بكل من كرواتيا والدنمارك والنرويج. أرقام إيجابية سجّلت في الدّورة بالعودة للأرقام التي تحقّقت خلال البطولة الأفريقية التي جرت بمصر، نجد أن العناصر الوطنية خطفت الأضواء من خلال ما قدمته فوق البساط، حيث نال مصطفى حاج صدوق جائزة أفضل موزع في الدورة، بعد الدور الكبير الذي قام به في صناعة اللعب خلال المواجهات التي لعبها الفريق الوطني، من جهته خليفة غضبان تمكّن من تسجيل 3 أهداف، وهي سابقة في خامس مشاركة له مع المنتخب الوطني، وأيوب عبدي الذي شارك للمرة الخامسة هو الآخر كان له الفضل في تسجيل 33 هدفا مع التمريرات الحاسمة ومساعدة في صنع اللعب رفقة بركوس، هذا الأخير الذي كان قائدا بمعنى الكلمة من خلال توجيهاته لزملائه فوق البساط وخارجه، كما سجّلنا عودة روح المجموعة للفريق الوطني الذي سبق له أن عانى من فترة فراغ طويلة. فاروق دهيلي: حقّقنا كل الأهداف التي تنقّلنا من أجلها أكّد الناخب الوطني فاروق دهيلي أنّهم حقّقوا كل الأهداف التي كانت مسطّرة خلال الطبعة 26 للبطولة الأفريقية من خلال الوصول إلى النهائي بعد خمس انتصارات متتالية في قوله "الحمد لله تمكنا من تقديم دورة مشرفة ضمن المنافسة الأفريقية، حيث حققنا كل الأهداف التي تنقّلنا من أجلها في مقدمتها التأهل للمونديال والدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس، كما قدّمنا وجها مشرفا خلال كل المباريات بعدما سيّرنا الأمور تدريجيا إلى غاية النهائي الذي كان ضد المنتخب المصري، وأشكر اللاعبين على الأداء الذي قدّموه رغم قلة التحضيرات، وفي الأخير نحن جد سعداء بتشريف الراية الوطنية". بركوس: ضرورة الانطلاق في التّحضير لدورة مارس أكد قائد المنتخب الوطني لكرة اليد مسعود بركوس في تصريح خاص ل "الشعب"، أنّه بعد النتيجة المحقّقة خلال البطولة الأفريقية التي جرت بمصر، والتي عادوا خلالها للنهائي بعد غياب 10 سنوات، فإنه من الضروري أن يكون تحضير أنسب للدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية شهر مارس القادم في قوله "حقّقنا كل النقاط التي سطّرت قبل البطولة الأفريقية، حيث كان هدفنا تصحيح الأمور والعودة لمنصة التتويج لأنّنا لم نكن راضين عن المركز الخامس الذي كان في الطبعة الماضية، والحمد لله قدّمنا ما علينا وحقّقنا التأهل للنهائي الذي كان هدفنا الأول، وحاليا لابد أن نشرع في التحضير للدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية شهر مارس من خلال وضع برنامج عمل تتخلّله لقاءات في المستوى العالي لأنّنا سنلعب حظوظنا للتأهل للألعاب الأولمبية بباريس".