أطلق أول أمس السبت، اسم فقيد المسرح الجزائري الممثل والكاتب والمخرج المسرحي السينمائي بلفضال سيدي محمد على الدفعة 35 من المتربصين الذين أشرفت على تكوينهم الجمعية الثقافية الأمل في فنون المسرح وتقنياته، وذللك خلال تأبينيه الراحل الذي وافته المنية مؤخرا عن عمر ناهز 59 سنة. احتضن المعهد الموسيقي أحمد وهبي بوهران مراسيم تأبينيه فقيد المسرح الجزائري الراحل محمد بلفضال "سيدي محمد" والتي كانت من تنظيم جمعية "الأمل الثقافية" تحت إشراف رئيسها الفنان والمخرج المسرحي محمد ميهوبي، بالتنسيق مع بلدية وهران وبحضور قوي لأصدقاء ورفقاء الفنان الراحل وتلاميذه وأساتذته ومسرحيين وكل من عرفه وجمهوره الوهراني. شكّل اللقاء مناسبة لاستذكار مآثر الرجل الذي كانت بداياته الأولى بمسرح عمال وهران عام 1977 والجمعية الثقافية "الأمل"، وعرف بخصاله الحميدة وتواضعه وشغفه اللامحدود بأبي الفنون الذي خصّص له 44 سنة من عمره. أهم ما قيل عن الرجل أنه "كان يشجّع المواهب الشابة ويساهم في تأسيس الفرق المسرحية، وهو أول من أعاد بعث المسرح الصامت أو مسرح الميم في وهران، وكانت أعماله عديدة وهادفة في هذا المجال منها مسرحية سلك المهرجين وموزاييك، بالتعاون مع الفنان بوزبوجه غفور هواري". كان الراحل من المؤسسين الأوائل ورئيس لنقابة المسرحيين والسينمائيين لمدينة وهران، عين ممثلا لفرع الجزائر لمسرح كنعان الوطني لفلسطين، كما أنه أول من أسس مهرجان الأغنية الهزلية بوهران ومهرجان المسرح العلمي والسياحي في التسعينيات. إضافة إلى الشهادات المؤثرة والإشادة بالراحل وبمساره الفني الثري والطويل، قدّم الفنان والمخرج المسرحي محمد ميهوبي مشهدا من مسرحية "نار في عمارتنا"، كما قدّم أيضا الفنان والمخرج سمير زموري لقطات من مسرحية "فدائي" التي كتبها الراحل سنة 2014 وقدمت بالعربية والفرنسية والأمازيغية. وكشف زموري في هذا الشأن عن مشروع إعادة المسرحية كاملة إلى الركح تخليدا وتكريما للراحل، ومن جهته قدم الفنان علي خوجة مقطعا من مسرحية "المقاومة" أو "غزة" التي قدمها الراحل سيدي محمد على الخشبة يوم 5 ديسمبر الماضي تضامنا مع القضية الفلسطينية، حيث اختار لها تقنية المسرح الصامت "البانتوميم" ولغة الجسد، ليقول إن ما يجري اليوم في غزة من ظلم ودمار وتعسف وجرائم لا يحتاج إلى أقوال بل إلى أفعال.