وصفت الفنانة تنو خيلولي، برنامج التعاون بين وزارة الثقافة والفنون، ووزارة التعليم العالي والبحث العملي، بخصوص المسرح في رحاب الجامعة، ب«المهم" و«البادرة الممتازة"، لكون المسرح بحاجة لصرح علمي يسمح له بالعروج في سماء العالمية التي حاول اكتسابها من خلال المقاربات والندوات والمحاضرات، ما يعني أنّ الجامعة ستنتقل بالفعل المسرحي من حاله العشوائية إلى التأسيس العلمي. أكّدت الممثلة تنو خيلولي في حديث ل«الشعب"، على أهمية هذه الخطوة التي من شأنها الرقي بالمسرح والجامعة، باعتبار المسرح الجامعي يسهم في سمو العقل وفي عملية التعادل بين أنواع المعارف التي تختزن في ذاكرة الطالب، وتتكامل من خلال ذاتيّته فتجعل منه شخصا مقبلا على الحياة بقوى متكافئة فكريا وبدنيا فينمو بذلك نموا متزنا. وتضيف بطلة مسرحية "صفار" المنتجة من طرف المسرح الجهوي الأغواط، أنّ هذه البادرة تسمح بوجود نقد بناء، ومنه إبراز نقاط فشل أيّ عمل مسرحي، من خلال النظرة الأكاديمية للجامعيين، ممّا يؤدي إلى تحقيق الغاية السامية من الفنّ ككلّ، وقالت إنّ للمسرح أهمية بالغة في نشر الوعي بين الجماهير منذ القدم، كونه وسيلة مؤثّرة في النفوس، بما يتضمّنه من قيم فنية إنسانية واجتماعية تلامس الواقع وتتصل اتصالا مباشرا بحياة الناس، فيمنحهم جانب المتعة الذي يروّح على النفس ويدخل عليها البهجة، تماما مثلما يعمل على ترقية الفكر وتحصيل المعارف التي ترتقي بالفرد، ما يجعل الجامعة معنية أكثر بالاهتمام به، كونها تشمل النخبة التي لها الدور الأساسي في النهوض بالحياة الاجتماعية. في السياق، تحدّثت خيلولي عن ضرورة إسهام العمل الأكاديمي المسرحي الذي يرتكز كثيرا بالجانب المعنوي للعملية المسرحية، أيّ إنتاج النصوص كمحاولة لإعادة كتابة المشهد الثقافي الوطني بأنامل وطنية، وليس اقتباس ما لا تحتاجه، باعتبار الجامعة تشدّد على ضرورة التأليف ومسرحية التاريخ والروايات كخطوة أولى للكتابة الدرامية من باب واسع، ونهل الكثير من النصوص المحلية والابتعاد عن الاقتباس كضرورة ملحّة.