أكد مؤرخون وإعلاميون ومناضلون فلسطينيون، اليوم الأربعاء، بالجزائر العاصمة، أن الشعبين الجزائريوالفلسطيني «تربطهما قناعة مشتركة تتمثل في الدفاع عن الأرض والتمسك بالتراب» وبأن «المقاومة والثورة هما السلاح الوحيد لمواجهة وإسقاط القوى الاستعمارية الظالمة». مواصلة لسلسلة «لقاء الأربعاء» الثقافي، عُقدت، أمس، بمكتبة قصر الثقافة مفدي زكرياء ندوة تاريخية تحت عنوان «القضية الفلسطينية من الأرض إلى التحرر»، حضرها مجموعة من الأساتذة والمثقفين وكذا الأسرة الإعلامية. قدم البروفيسور محمد الأمين بلغيث، بالمقارنة بين ما وقع بالجزائر في زمن الاستعمار الفرنسي الغاشم، وما يقع الآن في غزة، وقال: «لا نستطيع إدراك ما وقع في الجزائر إلا من خلال الوثائق»، موضحا أن «أكبر أرمادة تغزو بلد في تاريخ العالم، حيث غزت فرنسا دولة ذات سيادة مستقلة مهابة الجانب». وأكد المتحدث، أن العلاقة بين الجزائروفلسطين «وطيدة جدا، فكلا شعبيهما يعرفان قيمة الأرض وأهمية التمسك بالتراب وكل ما يتصل بالهوية والشخصية، لهذا فإن المقاومة الفلسطينية اليوم تتخذ من الجزائر مثلها الأعلى، باعتبارها كانت أكبر وأهم ثورة شعبية ضد المستعمر الفرنسي». وأبرز المتحدث دور المثقف العربي اليوم أمام ما يحدث من تغييرات في المشهد الدولي وخاصة منذ بداية طوفان الأقصى، حيث «يجد هذا المثقف نفسه أمام مسؤولية مساندة ودعم المقاومة الفلسطينية ونصرتها، من خلال المساهمة في تعرية النظام الاستعماري الصهيوني وما يقترفه من إبادة في حق الشعب الفلسطيني». وفي حديثه عن طوفان الأقصى، أكد بلغيث أنه «بداية تفكيك الظاهرة الاستعمارية وسينتصر الدم على السلاح، وأن «الصورة البشعة التي نراها الآن هي شيء طبيعي، لأن فرنسا في 8 ماي في يوم واحد فقط قتلت أكثر من 15 ألف جزائري». من جهته، أوضح الصحفي أمين بلعمري، أن أغلبية التجمعات أو القنوات الإعلامية الكبرى التي ظلت تتحكم لعقود في الرأي العالمي، وجدت نفسها عاجزة تماما عن قولبة الرأي العالمي لصالح الكيان الصهيوني، بفضل وسائط التواصل التي أتاحت بديلا رغم التضييق الذي تتعرض له. فقد عرّت وسائط التواصل الرواية الصهيونية، هذا الكيان الذي اختبأ واستمد شرعيته مما يسمى بالمحرقة وهو اليوم يرتكب جرائم بشعة في حق الشعب الفلسطيني. كما استطاعت المقاومة أن تستند على هذه الوسائط من أجل القيام بحرب نفسية أمام الكيان واستطاعت فعلا أن تنجح في هذه الحرب. لقد استطاعت هذه الوسائط، بحسب بلعمري، أن تغير الرأي العالمي، خاصة الدول الغربية، إذ أن الأجيال المؤسسة لهذا الكيان بدأت في الزوال لصالح ظهور أجيال جديدة. فقد أصبحت- كما يبدو- أكثر وعيا بما يحصل في فلسطين، والدليل ما شهدته الكثير من العواصم الأوروبية وغيرها من مظاهرات ضخمة مؤيدة للفلسطينين والداعية لضرورة وقف هذه الإبادة. ويرى بلعمري أنه رغم امتلاك الولاياتالمتحدةالأمريكية للوسائط الاجتماعية، إلا أن المنصة الروسية «تلغرام» أو الصينية «تيك توك» أتاحتا شيئا من حرية التعبير، ومن المساحات التي تمكنت من خلالها الشعوب المؤيدة للقضية الفلسطينية إيصال صوتها. بدوره، أكد ممثل جبهة النضال الشعبي علاء الشبلي، أنه منذ بداية تشكيل الكيان الصهيوني المتطرف وهو يعمل على إبادة الشعب الفلسطيني في أرضه، ضاربا كل القوانين الدولية عرض الحائط، وذلك بدعم أمريكي لا يعترف بحق الشعب في الحياة الكريمة في أرضه. وأشار المتحدث، إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش منذ 131 يوم حرب إبادة جماعية تفنّن فيها الكيان الصهيوني في تعذيب المدنيين العزل في حرب متطرفة عرفت صمودا وثباتا، أمام تطبيع العرب وخذلان الأمة المسلمة. وقال مصطفى يوسف، ممثل عن حركة فتح، إن موضوع الشأن الفلسطيني صعب معالجته لما يشهده من تطورات داخلية غيرت النظرة العربية للقضية فبعد أن كان يسمى صراعا عربيا بات نزاعا عربيا- صهيونيا، ثم صراعا فلسطينيا- صهيونيا بعد تراجع مواقف بعض العرب تجاه القضية.