تتواصل الحرب الصهيونية على قطاع غزة لليوم 134، وسط غارات عنيفة في مختلف أنحاء القطاع، وخاصة دير البلح وخانيونس ورفح المكتظة بالنازحين الذين لجأوا إليها من شمال ووسط القطاع بفعل القصف. بعد أن حوّل الاحتلال مجمع ناصر الحكومي إلى ثكنة عسكرية، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال هدد الموجودين فيه بالقتل وإطلاق النار المباشر، وقام بمنع الماء والطعام وحليب الأطفال عنهم، وفرض عليهم ممارسات قاسية. وبحسب ما قاله المكتب الإعلامي، فإن الاحتلال فاقم الأزمة داخل المجمع وجعل الظروف خطيرة ومثيرة للخوف والرعب، بشكل يمنع الطواقم من تقديم الخدمة الطبية والصحية لمئات المرضى والجرحى والنازحين. وفيما زعم جيش الاحتلال استخدام مستشفيي ناصر والأمل لأغراض عسكرية واعتقاله عناصر من المقاومة فيهما، قالت حركة حماس إنّ هذه المزاعم هي "حلقة جديدة في سلسلة الأكاذيب التي يسوقها لتبرير جريمة الحرب والانتهاكات الفاضحة بحق المستشفيات والقطاع الصحي في قطاع غزة". وفاة 4 مرضى نتيجة توقّف الأكسجين في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وفاة 4 مرضى في قسم العناية المركزة بمجمع ناصر نتيجة توقف الأكسجين بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وقالت الوزارة الفلسطينية في بيان؛ إن المولدات الكهربائية توقفت عن العمل في مجمع ناصر الطبي، وانقطع التيار الكهربائي داخله بالكامل. وأضافت أنها "تخشى وفاة 6 في العناية المركزة و3 في حضانة الأطفال في أي لحظة؛ نتيجة توقف الأكسجين عنهم"، قبل أن تعود لتكشف عن "وفاة أربعة مرضى في العناية المركزة، نتيجة انقطاع الكهرباء وتوقف الأكسجين عنهم في المجمع الطبي". وأشارت إلى أن سيدتين وضعتا مولديهما في ظروف قاهرة وغير إنسانية؛ بلا كهرباء وبلا ماء وبلا طعام وبلا تدفئة في مجمع ناصر الطبي. وحمّلت وزارة الصحة، الاحتلال الصهيوني "المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم؛ باعتبار أن المجمع أصبح تحت سيطرته الكاملة الآن"؛ وذلك عقب اقتحامه بعد أسابيع من الحصار الخانق والقصف المتقطع على مرافق المجمع الطبي. وناشدت "المؤسسات الأممية كافة بسرعة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم في مجمع ناصر الطبي، قبل فوات الأوان". والخميس، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني مجمع ناصر الطبي وحولته إلى ثكنة عسكرية بعد هدم السور الجنوبي والدخول منه، واحتجزت داخله نحو 400 فلسطيني. والأربعاء، أجبر جيش الاحتلال آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج قسرا من مجمع ناصر، وسط إطلاق نار في ساحته ومحيط المناطق التي يوجد فيها النازحون. وذكرت طبيبة فلسطينية أجبرها الاحتلال الصهيوني على مغادرة المجمع الطبي، أن جيش الاحتلال قام بإطلاق كلاب مسعورة داخل المستشفى، وهدّد النازحين والطواقم الطبية. ويتعمّد الاحتلال منذ بدء عدوانه الوحشي، استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في عموم قطاع غزة؛ ما أسفر عن خروج العشرات منها عن الخدمة بشكل كامل، فضلا عن الجرائم المروعة بحق المرضى والنازحين داخل المؤسسات الطبية. عساكر الاحتلال يحرقون مستودعا للأغذية من ناحية ثانية، نشر عساكر للاحتلال لقطات تظهر قيام آلية حفر بإتلاف مستودع للأغذية والمشروبات في قطاع غزة، في ظل عمليات التجويع التي يقومون بها ضد الفلسطينيين. وتظهر اللقطات قيام العساكر بإشعال النار في مخازن كبيرة، في مكان غير محدد بالقطاع، في ظل حاجة السكان لأي نوع من الطعام والشراب للبقاء على قيد الحياة، في ظل حرمانهم من دخول المساعدات والأغذية. وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الاحتلال بإتلاف مستودعات الأغذية في غزة، وسبق أن تفاخر عساكر للاحتلال بإشعال النار في شاحنة تحمل أغذية ومساعدات في حي الشجاعية قبل نحو شهرين، خلال الهجوم على الحي. المقاومة صامدة ميدانيا، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للتوغلات الصهيونية على محاور القتال كافة، مكبدة جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الآليات والأرواح. وقالت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع "عساكر العدو وآلياتهم العسكرية بالأسلحة المناسبة"، في محاور التقدم بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأقر جيش الاحتلال بمقتل أحد عساكره على يد المقاومة الفلسطينية، في معارك جنوب قطاع غزة. وعلى الصعيد السياسي، جدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، تأكيده أن "العملية العسكرية الصهيونية لا ينبغي لها أن تستمر دون خطة جيدة وقابلة للتنفيذ، لضمان سلامة ودعم المدنيين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة". وبشأن مصير اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه "لا يزال من الممكن" التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة في غزة وإطلاق سراح الأسرى.