بينما يستمر العدوان وحرب الإبادة،تعمقت المجاعة في قطاع غزة، وتحديداً في منطقة شمال القطاع الذي يعاني من حصار محكم، ونقص حاد في المواد الأساسية بما في ذلك الطحين وحليب الأطفال. أعلن أطباء في شمال غزة وفاة الرضيع محمد فتوح (45 يوماً) نتيجة الجفاف ونقص حاد في التغذية بعدما لم يشرب الحليب أياماً عدة بسبب المجاعة، وقلة الطعام في شمال غزة. وأظهر مقطع فيديو الطفل الرضيع محمود فتوح وهو يصارع الموت بعد نقله من قبل الدفاع المدني في شمال غزة إلى مجمع الشفاء الطبي. وتقيّد سلطات الاحتلال إدخال الإمدادات إلى قطاع غزة، وتستهدف قوات الشرطة التي تقوم بتأمين شحنات المساعدات. وقد حذرت إدارة بايدن الكيان الصهيوني من مغبة انهيار كامل لسلطات إنفاذ القانون في غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن قطاع غزة أصبح يعاني من الفوضى مثل العاصمة الصومالية مقديشو. وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم يشعرون بقلق كبير من «تحول غزة إلى مقديشو»، حيث إن الفراغ الأمني واليأس والجوع قد فتح الباب أمام الهجوم على شاحنات المساعدات، ما يزيد الضغط على النظام الإنساني المتوتر بالفعل في القطاع. وجاءت التحذيرات الأمريكية في ظل تقارير أممية عن انخفاض كبير في عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة في الأسابيع الأخيرة. وقال مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إنه على مدى 4 أيام على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين، دخلت أقل من 10 شاحنات مساعدات. وشهدت الأيام الأخيرة توقف توزيع المساعدات الإنسانية إلى حد كبير بسبب رفض الشرطة الفلسطينية في غزة تأمين الشاحنات التي تنقل المساعدات عبر غزة لأنها تعرضت مراراً وتكراراً للنيران الصهيونية. وتقول بيانات الأممالمتحدة ومسؤولون إن تدفق المساعدات التي تدخل غزة من رفح قد توقف تقريباً في الأسبوعين الماضيين، كما أن انهيار الأمن زاد من صعوبة توزيع المواد الغذائية التي تصل إلى القطاع. وكان أفراد من قوة الشرطة المدنية يعملون في رفح وعلى جانب غزة من معبر كرم أبو سالم القريب لضمان أمن شاحنات المساعدات، لكنهم تركوا مواقعهم في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن استهدفتهم قوات الاحتلال بالقصف والقنص. واستشهد ما لا يقل عن 11 من أفراد قوة الشرطة في رفح في غارات جوية صهيونية في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لمسؤولين أمريكيين. وقال المسؤولون إن ذلك فتح الطريق أمام عدم التحكم في إدارة وتوزيع وحماية المساعدات. لكن الاحتلال رفض التوقف عن استهداف الشرطة المكلفة بتأمين المساعدات بمبرر أن حماس هي من تديرها.