تدخل الحرب الصهيونية على قطاع غزة يومها ال171، على وقع تواصل مجازر الاحتلال ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى أزيد من 32 ألفا والجرحى إلى نحو 75 ألفا منذ 7 أكتوبر الماضي، يأتي ذلك بينما يستعر العدوان ضدّ المستشفيات لليوم الثامن على التوالي، فبعد اقتحام مستشفى الشفاء وارتكاب مجازر مروّعة داخله، اقتحمت القوات الغازية أمس مستشفيين آخرين هما مستشفى الأمل في خان يونس والنصر في مدينة غزة. سياسيا، كشفت مصادر أنّ رد الكيان الصهيوني الذي قُدّم للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة تضمن رفضا لوقف الحرب ولانسحاب قواته من القطاع ولعودة النازحين بلا شروط، كما قدّم الاحتلال نقاطا مفصلة فيما يتعلق بتبادل الأسرى وشروط وقف العمليات. وقد ردّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوصف شروط الكيان بأنها سلبية جدا ومعرقلة للاتفاق. استهداف متواصل للمستشفيات يواصل جيش الاحتلال الصهيوني توغله في مستشفى الشفاء والمنطقة المحيطة به لليوم الثامن، بالتزامن مع غارات جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة مع دخول حرب الإبادة الثلث الأخير من الشهر السادس. ويرتكب جيش الاحتلال مجازر وفظائع في منطقة مستشفى الشفاء بحق المدنيين والنازحين والمرضى مع عائلاتهم، آخرها ما جاء في شهادات لناجين من المذبحة عن جرائم إعدام ميداني، فضلاً عن حرق عشرات المنازل في محيط المستشفى دون السماح لقاطنيها بالإخلاء، وفقاً للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان. وفي السياق ذاته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال الصهيوني اقتحمت مستشفيي الأمل وناصر الطبي في خان يونس بشكل مفاجئ، وسط قصف وإطلاق نار كثيف. و قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنّ "قوات صهيونية اقتحمت مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل ة وتقوم بأعمال تجريف في محيطهما، وجميع طواقمنا تحت الخطر الشديد ولا تستطيع الحركة نهائيا". وأورد شهود عيان إنّ آليات عسكرية صهيونية تتوغل بشكل مفاجئ في مناطق قريبة من مجمع ناصر الطبي بخان يونس. وأوضحوا أنّ عدداً من الشهداء والجرحى سقطوا في سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في المدينة، مؤكّدين أن القصف الجوي تركز جنوب وشرق مجمع ناصر، ومنطقة بطن السمين، بالإضافة إلى قصف مدفعي مستمر استهدف المناطق نفسها، وإطلاق نار من مروحيات. وأفادت مصادر طبية باستشهاد أمير أبو عيشة، أحد كوادر غرفة عمليات الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني بإطلاق نار صهيوني خلال عمله داخل مستشفى الأمل غربي خان يونس. ولجأ آلاف النازحين إلى مستشفى ناصر، هرباً من العمليات العسكرية الصهيونية، وقد بدأ العمل داخل المستشفى بشكل تدريجي في قسم الطوارئ بعد إجراء إصلاحات وتوفير معدات وأجهزة طبية. وفي 15 فيفري الماضي، داهمت القوات الصهيونية المستشفى في عملية عسكرية استمرت 10 أيام، قامت خلالها بعمليات قتل لعشرات النازحين والكوادر الطبية والمرضى داخل المستشفى، واعتقال للمئات من النازحين فيها، إضافة لتنفيذها عمليات تدمير وقصف لمبان وأقسام مختلفة بالمستشفى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع. ومنذ بدء إبادتها قبل نحو ستة أشهر، تستهدف القوات الصهيونية بهجمات ممنهجة ومتواصلة المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق القطاع، ما تسبّب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة وتدهور ملحوظ في البنى التحتية والممتلكات. وفي رفح، جنوب القطاع، أفاد الشهود ب "انتشال 6 شهداء وعدد من المصابين من أسفل ركام منزل عائلة فروانة، بعد تعرضه لقصف صهيوني".