أفتتحت أخيرا بمستشفى الأمراض السرطانية بولاية باتنة، عدة مصالح طبية حيوية ومهمة انتظرها المرضى منذ مدة ويتعلق الأمر بمصلحة الطب النووي إضافة إلى عملية توسعة مصلحة الأورام السرطانية وكذا تجهيز مخبر خاص بالتشريح الطبي، حيث ستساهم هذه المصالح الجديدة في التخفيف من معاناة المرضى الذين يترددون على هذا المستشفى الجهوي من أكثر من 30 ولاية من الوطن. دخول هذه المصالح حيز الخدمة، أشرف عليها المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية، الذي أكد على جهود الدولة في التكفل بفئة مرضى السرطان، من خلال إقتناء العديد من الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة بأكثر من 30 مليار سنتيم، للكشف عن مختلف الأمراض السرطانية قبل تفشيها من أجل التدخل في الوقت المناسب لعلاجها وضمان عدم تفشي المرض في جسم المصاب. وكانت مناسبة تدشين المصالح الطبية الجديدة فرصة للوقوف على نوعية الخدمات المقدمة، حيث أشار مدير الصحة حمدي شقوري، إلى حرص القطاع على التواجد الميداني في مختلف المرافق الصحية، من أجل ضمان تكفل جيد بالمرضى، حيث أشار المتحدث إلى فتح 20 عيادة جوارية جديدة منذ نهاية العام المنصرم في عدة بلديات نائية بالولاية تنفيذا لتعليمات الوالي والوزارة الوصية. ويرتقب أن تُساهم في الحدّ من معاناة تنقل المرضى إلى مختلف المرافق الصحية لتلقي العلاج خارج هذه المشاتي والقرى المعزولة، حيث تأتي هذه الخطوة بحسب شقوري تأكيدًا على حرص السلطات المحلية على توفير أفضل رعاية صحية للمواطنين. والجديد في قطاع الصحة بولاية باتنة، الرائد وطنيا بفضل جهود القائمين عليه والسلطات الولائية، إبرام اتفاقية شراكة وتعاون بين المركز الاستشفائي الجامعي باتنة، ممثلا للوكالة الوطنية لزرع الأعضاء بالجزائر، مع المجلس الوطني للتبرع واقتطاع الأعضاء والأنسجة البشرية بدولة موريتانيا، تتضمن تكوين الأطباء الأخصائيين لموريتانيا في مجال زراعة الكلى، نظرا لنجاح وريادة باتنة وطنيا ومغاربيا في هذا المجال. كما أشار ذات المتحدث إلى تمكن مستشفى الأمراض السرطانية من إنجاز 152 عملية ناجحة للزرع الذاتي للخلايا الجذعية لمرضى السرطان، من خلال استئصال هذه الخلايا من العظام السليمة للمريض ثم يتم تجميدها في الفترة التي يتم تحضير المريض فيها حيث يخضع لعلاج كيميائي يقضي على الخلايا المسرطنة ليعاد زرعها بعد ذلك في المناطق المصابة والتي أصبحت بها فراغات مما يسمح بعد ذلك بتكاثرها وتوسعها في بيئتها الطبيعية. كما سيشرع خلال الأشهر القليلة القادمة في إجراء عملية زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم عن طريق شخص مانح، حيث تأتي عمليتي الزرع الذاتي للخلايا الجذعية المكونة للدم وزرع الخلايا الجذعية باللجوء إليها لعلاج سرطان الدم والأورام الخبيثة الأخرى كمرض هودجكين وسرطان الغدد الليمفاوية وكذا الورم النخاعي المتعدد. وكما هو معلوم فإنّ ولاية باتنة تضم 30 مُؤسسة صحية مُستقلة بميزانياتها وتسعى لتسجيل وإنجاز هياكل جديدة سنة 2024، لتكون بذلك قطبا إقليميا في استقبال المرضى من مُختلف دُول المنطقة للعلاج بالمُستشفى الجامعي، بن فليس التهامي، كما سيستفيد القطاع أيضا بحسب شقوري من مركز لزراعة الأعضاء، ووحدة للعلاج الاستعجالي لأمراض القلب، وحدة للطب النووي، ووحدة لزراعة النُخاع الشوكي لمرضى السرطان.