استقبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال الأيام القليلة الماضية، رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة فلسطين، في زيارة تعكس عمق العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والتزامهما بمسارٍ مشتركٍ لدعم القضية الفلسطينية، التي تشهد تطوراتٍ متسارعةٍ على وقع العدوان الصهيوني الغاشم المتواصل على قطاع غزة، وفي ضوء تصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، ما يتطلب المزيد من اليقظة ودعم التعاون العربي- العربي لتجاوز هذه الأزمات الصعبة والتي من الممكن أن تعصف بالمنطقة، لاسيما وأن الجزائر حذرت في العديد من المرات من مغبة التدخلات الأجنبية ودعت إلى لمّ الشَّمل العربي. تأتي الزيارة كذلك، بالتزامن مع الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها الجزائر على مختلف المستويات لدعم القضية الفلسطينية، لاسيما في مجلس الأمن، حيث كانت الجزائر أول دولة عربية تعلن دعمها لمبادرة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، عقب اجتماع الجامعة العربية في الجزائر في نوفمبر 2022، الذي تضمن بيانه الختامي العمل على تنسيق الجهود العربية من أجل نيل فلسطين العضوية الكاملة. وفي خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، جدد الرئيس تبون التأكيد على ضرورة منح فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، والسعي نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وذلك وفقًا للمبادرة العربية لعام 2002. وقد عبّر رئيس الوزراء ووزير خارجية دولة فلسطين في تصريحه عقب استقباله من قبل الرئيس تبون، عن عميق تقديره للاحتضان الجزائري للقضية الفلسطينية، مثنيًا على الدعم المستمر منذ بدايات النضال الفلسطيني دون انقطاع، مُشيدًا بالجهود الدبلوماسية الكبيرة التي بذلتها الجزائر مؤخرًا في مجلس الأمن للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومساندتها طلب فلسطين الانضمام كعضو كامل في الأممالمتحدة. وأكد الرئيس تبون من جانبه، أن هذه الجهود لن تتوقف حتى تنال فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، وتحقق استقلالها الكامل في المستقبل. ولم يقتصر دعم الجزائر للقضية الفلسطينية على الدبلوماسية، بل شمل أيضًا تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي خلف آلاف الشهداء والجرحى. وتجسد هذه الزيارة عمق العلاقات الجزائريةالفلسطينية ونموذجًا رائدًا للتضامن العربي الأصيل، وتؤكد على مواصلة الجزائر دعمها الثابت للقضية الفلسطينية حتى نيل الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. في نفس السياق، يتوقع العديد من المتابعين أن تخوض الجزائر معركة دبلوماسية مشروعة وعادلة في أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن خلال الأسابيع القادمة في سعيها النبيل للوصول إلى القرار التاريخي بمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، ما يعد ضربة قاصمة للكيان الصهيوني وداعميه، وخطوة مهمة في الوصول إلى حل سلمي للصراع بإقامة دولة فلسطين، وتعمل الجزائر على حشد الدعم الدولي، لاسيما وأن العديد من الدول أبدت استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية، لاسيما الاوروبية منها في صورة إسبانيا وسلوفينيا، كما أن العديد من الدول في أمريكا اللاتينية وعلى رأسهم البرازيل أبدت استعدادها لدعم الجهود الدولية لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة.