دفعات تترجم حرص السلطات على ترقية الجنوب الكبير تعزّز سلك الحماية المدنية، بدفعات جديدة تضم 27 طبيبا ملازم أول، و600 عون، يوجهون جميعهم لدعم الوحدات بالولايات الجنوبية العشر المستحدثة مؤخرا، وذلك ضمن التزامات السلطات العليا للبلاد بمرافقة الولايات الجديدة التي أقرها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وتدعيمها بكل الوسائل الهيكلية، البشرية والمادية، التي تمكّنها من أداء دورها على أكمل وجه، والتكفل بانشغالات المواطنين وضمان سلامتهم، ورفع مستوى جاهزيتها تجاه المخاطر، حيث تصبو السلطات العمومية إلى ترقية هذه الولايات وتعزيز مشاركتها في التسيير، وكذا مرافقة حركية التنمية المحلية، ما يترجم الاهتمام الخاص الذي توليه السلطات العليا للبلاد لترقية الجنوب الكبير، خاصة المناطق الحدودية منه. أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد، أمس الأول، بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخّل بالدار البيضاء، رفقة المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، وحضور عدة وزراء وإطارات من الدولة ومختلف الهيئات العسكرية والأمنية منها والمدنية وشخصيات دبلوماسية، على حفل تخرج الدفعات الجديدة للحماية المدنية. وحرص مراد بالمناسبة على تأكيد الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات العليا للبلاد لهذا القطاع الحساس، على رأسها السيد رئيس الجمهورية الذي كان قد أدرج ضمن اهتماماته المسطرة في برنامجه، ضمان أمن المواطن وسلامة الأملاك العمومية والخاصة، عن طريق مختلف الأجهزة التي تسهر على أمن وسلامة المواطن وممتلكاته، فسلك الحماية المدنية - يقول مراد - "قطع أشواطا كبيرة من حيث التغطية العملية والتعداد البشري، وتأهيل الأفراد لمواجهة الأخطار والكوارث، ويتجلى ذلك ميدانيا، حيث يتمتّع القطاع بمهنية واحترافية دولية عالية في إدارة وتسيير مختلف الحوادث والكوارث، بالتنسيق مع مختلف قطاعات الدولة". هذه التجربة والاحترافية التي يتمتّع بها قطاع الحماية المدنية يقول مراد - مكّنته من المساهمة في تقديم الدعم في إطار التضامن الدولي، وذلك بالتدخل في مختلف الكوارث الطبيعة التي عرفتها بعض البلدان الشقيقة والصديقة، مثل زلزال تركيا وسوريا وكذا فيضانات ليبيا، وقد برهنت الفرق المتدخلة على احترافيتها العالية ومهنيتها في التدخل باعتراف عديد الدول، ما عزّز من مكانتها وأكسبها تقدير واحترام الجميع، ليجدّد بذلك التأكيد عن "عميق تقديره وعرفانه لمستوى أداء منتسبي السلك الذين يبرهنون في كل مرة على احترافيتهم وشهامتهم"، فقد "ساهم أبناء الجزائر بشجاعة واقتدار في إنقاذ الأرواح" يقول وزير الداخلية. الديناميكية الإيجابية التي تشهدها الحماية المدنية الجزائرية، تجد سندا لها في الإرادة السياسية الصادقة على أعلى مستوى في الدولة، للمضي قدما في تعزيز مكاسب هذا السلك وتطوير قدراته وإمكانيته باستمرار بما يؤهله ليواكب - بصفة مثلى - التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئة والتكنولوجية، التي تشهدها بلادنا على جميع الأصعدة. وعقب إشرافه على مراسم تخرّج الدفعة 47 لأعوان التدخل للحماية المدنية، والدفعة 16 للأطباء الملازمين الأولين، أبدى وزير الداخلية إعجابه بالمستوى الذي يحظى به قطاع الحماية المدنية اليوم، فقال: "تشرّفنا وسعدنا بحضور هذا الحفل البهيج لتخرج الدفعات وما تخلله من عروض عكست المستوى الاحترافي للحماية المدنية والنسق التصاعدي الذي تتبعه في تحسين قدراتها للتدخّل ومجابهة المخاطر سيما بتحكمها في التخصصات الجديدة وإدراج التكنولوجيات الحديثة وهو المستوى الذي مكّنها يضيف مراد "من نيل الاعتراف الدولي". وعن الدفعات المتخرجة التي تعزّز بها القطاع والتي تضمّ 600 عون و27 طبيبا، يوجهون جميعهم لدعم مصالح الحماية المدنية بالولايات الجنوبية الجديدة العشر، أوضح مراد بأنها تندرج ضمن الالتزام بمرافقة هذه الولايات الجديدة التي أقرها السيد رئيس الجمهورية، وتدعيمها بكل الوسائل الهيكلية، البشرية والمادية التي تمكّنها من أداء دورها على أكمل وجه، والتكفل بانشغالات المواطنين وضمان سلامتهم ورفع مستوى الجاهزية تجاه المخاطر. تقليد الرتب للمتفوقين كانت بداية مراسيم الإحتفال بتشكيل مربعات الاستعراض من قبل طلبة الدفعة المتخرجة بساحة العلم، حيث قام وزير الداخلية بتفتيشها، رفقة المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، تبعها أداء قسم الإخلاص، حيث تعهّدت الدفعة بالسهر على خدمة الوطن وتخليد تقاليد ثورتنا المجيدة، ليفسح بعدها المجال لتقليد الرتب وتكريم الطلبة المتفوقين، قبل أن تحظى بقبول وزير الداخلية بتسميتها باسم أمين عقال طاسيلي ناجر، المجاهد المرحوم "الحاج إبراهيم غومة" وتكريم عائلة الفقيد. كما تمّ خلال المراسم، تسليم الشهادات للضباط من الدول الشقيقة، فلسطين، موريتانا، وسوريا عقب الدورة التكوينية بالجزائر.