تعدّ مشكلة التلوّث البيئي وإدارة النفايات، من بين أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات الحضرية في الوقت الحالي، ومن أجل التصدّي لهذه المشكلة بطريقة فعّالة ومستدامة، تأتي أهمية مشروع إعادة تدوير النفايات، وفق ما يراه الدكتور حسين ساحة. يعتبر مشروع رسكلة النفايات من بين المشاريع الهامة، التي تتوجّه الدولة إلى تجسيدها فعليا على أرض الواقع بشكل تدريجي وعبر خطوات، سطّرتها بالتنسيق مع الجهات المختصة. ويهدف مشروع إعادة تدوير النفايات إلى تحويل المواد القابلة للتدوير من النفايات الصلبة والسائلة إلى منتجات جديدة وقيمة مثل الورق، والبلاستيك، والزجاج، والمعادن، وبالتالي فإنّ من شأن هذا المشروع أن يسهم في تقليل حجم النفايات المتراكمة في المكبّات الصحية والحفاظ على الموارد الطبيعية، يضيف المتحدّث. وفي السياق، ذكر الدكتور حسين ساحة، أنّ مشروع إعادة تدوير النفايات تشمل خطوات جمع النفايات، وفرزها وتصنيفها وتجهيزها للتدوير، ومن ثمّة إعادة تصنيعها لإنتاج منتجات جديدة، ويتطلّب ذلك تأسيس مرافق تدوير متكاملة، تضمن فعّالية العملية وجودة المنتج النهائي. واعتبر محدّثنا أنّ مشروع إعادة تدوير النفايات، يمثل استثمارا استراتيجيا للمدن والحكومات، حيث يعزّز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل جديدة في قطاع البيئة، كما يسهم في تغيير السلوكيات والثقافات البيئية لدى المواطنين وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، باعتباره حلا شاملا ومستداما، حيث يمكن –حسبه- أن يكون مشروع إعادة تدوير النفايات الخطوة الأساسية نحو بناء مستقبل أكثر نظافة وصحة للأجيال القادمة. وينتظر فيما تعلّق بمشروع رسكلة النفايات أن تُتخذ بعض الإجراءات من أجل إطلاق المشروع، في إطار تنفيذ رؤية السلطات العليا وذلك عبر إعداد مخطّط حول البيئة والعمران، يعيد النظر في نظام فرز وتوزيع النفايات، من خلال توعية المواطنين، بالتنسيق بين وزارة البيئة ووزارتي الداخلية والسكن وتحت إشراف الوزير الأول. ويرتقب في السياق استحداث مؤسّسات ناشئة متخصّصة في مجال رسكلة النفايات، خاصّة وأنّ لهذا المجال مردودية اقتصادية هامة، من خلال عمليات إعادة التحويل والتصنيع الموجّه إلى عدّة مجالات على رأسها الفلاحة.