صدمت الأمة الاسلامية والعربية في اغتيال العلامة الكبير «محمد سعيد رمضان البوطي» في تفجير انتحاري بمسجد الايمان بحي المزرعة شمال شرق دمشق ومعه 48 شهيدا منهم حفيده ونحو 80 جريحا وذلك يوم الخميس وعلى إثر هذا الحدث المأساوي أعرب الرئيس السوري «بشار الأسد» عن تعازيه في مقتل المرجع الديني الدكتور البوطي مؤكدا أن «دماءه ودماء حفيده وكافة السوريين لن تذهب سدى»، وأضاف الأسد في برقية تعزية «ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهادالعلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبة». وأكد «بشار» أن الشعب السوري وهو منه وعد أن دماء السوريين لن تذهب سدى لأنهم سيبقون على فكره ونهجه في القضاء على ظلامية الارهابيين وتكفيرهم حتى تطهر البلاد منهم، وأعلنت رئاسة الوزراء الحداد العام في سوريا يومي الجمعة والسبت. وقد قتل يوم الخميس أكثر من 100 قتيل في اشتباكات بعدة مناطق متفرقة بالبلاد. ويعد التفجير الانتحاري الثاني من نوعه في حي المزرعة في غضون شهر حيث قتل شهر فيفري الماضي 53 شخصا وأصيب 253 آخر في تفجير قرب مقر حزب البعث الحاكم، وتشهد دمشق تفجيرات تستهدف في غالبيتها مقرات أمنية ودور العبادة في ظل احتدام المواجهات المسلحة بين الجيش وقوى المعارضة المسلحة وعلى إثر الاغتيال الجبان الذي أودى بحياة العالم الجليل البوطي والعشرات من المصلين بين قتيل وجريح أدان حزب الله اللبناني التفجير الاجرامي معتبرا إياه عملا فظيعا ويدخل ضمن الجرائم ضد الإنسانية كونها تجاوزت كل حد ووصلت إلى استهداف رجال الله وأحبائه والمصلين في بيوته مستهدفة خيرة العلماء وخيرة المتعلمين بين أيديهم في ارهاب أسود همجي لا يرعى حرمة ولا ذمة، وكان العلامة الكبير رمضان البوطي يعطي دروسا لطلاب العلم حين فجر ارهابيا انتحاريا نفسه ما أدى إلى استشهاده رفقة العديد من المصلين ضحايا الاعتداء. من جهتها أدانت روسيا اغتيال رئيس إتحاد علماء بلاده الشام، كما أدانت شخصيات دينية لبنانية اغتيال البوطي، وأدان من جهته الأمين العام للجامعة العربية تفجير مسجد الايمان وطالب بمتابعة مقترف الجريمة النكراء التي تستهدف الأبرياء من الشعب السوري. إن الأعمال الإرهابية التي يتعرض لها الشعب السوري منذ أكثر من سنتين يتطلب التنديد من طرف المجتمع الدولي قاطبة وليس تسليح المعارضة كما تريد فرنسا وبريطانيا وألمانيا الذين يطالبون من الاتحاد الأوروبي رفع حظر الأسلحة لتغيير نظام الأسد بالقوة، بدل دعوتهم أطراف النزاع لحل خلافاتهم بالطرق السلمية التفاوضية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل شكلوا حكومة للإئتلاف المعارض بالخارج موازية للحكومة الرسمية.