اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر-3، البروفيسور رابح لعروسي، لقاء رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع الطبقة السياسية، في إطار لقاء تشاوري، سابقة تاريخية ونقطة فارقة في مسار الأحزاب السياسية الوطنية. قال الخبير السياسي رابح لعروسي، في تعليقه على لقاء رئيس الجمهورية بالأحزاب السياسية، إن الاجتماع يعكس انبعاث ديمقراطية تشاركية حقيقية بين الأحزاب السياسية والسلطة، وخطوة للمضي قدما نحو لعب تلك الكيانات السياسية أدورا متقدمة لبناء الجزائر التي تسع الجميع، في ضوء ثوابت الأمة والمرجعية التاريخية النوفمبرية، بعيدا عن لغة الخلافات والإيديولوجيات. وأوضح لعروسي في اتصال مع «الشعب»، أن الرئيس استمع في طاولة مستديرة وجوّ مفتوح دام أكثر من ثماني ساعات، لكل انشغالات الأحزاب بأريحية، وسجّل كل صغيرة وكبيرة خاصة بالأحداث الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، والقضايا الإقليمية والدولية، أنقذ من خلالها الأحزاب الوطنية من بطالة سياسية وشيكة بعد مرحلة ما بعد الحراك؛ لأن كثيرا منها كان يعيش مرحلة مخاض ناتجة عن وقائع سنة 2019م. وتابع محدثنا، أن اللقاء مَثَّل جرعة قوية وبصيص أمل لدفع الأحزاب السياسية نحو إعادة نشاطها وحساباتها وبوصلتها في العمل الحزبي الميداني. ومن زاوية أخرى هو اعتراف رسمي بمكانة الأحزاب السياسية ونفي لإشاعات الإقصاء وتغييرها بالمجتمع المدني. كما اعتقد المحلل السياسي ذاته، أن هذا الاجتماع التشاوري اندرج أيضًا في إطار التحضيرات القادمة للانتخابات الرئاسية، خاصة وأن الجزائر تعيش تحولا كبيرا، وظروفا إقليمية وخارجية، تحتاج من خلالها إلى لُحمة داخلية ونسيج وطني موحد من أجل مواجهة مختلف التحديات الرّاهنة. وبناء على كل هذا، أكّد رئيس الجمهورية في لقائه بالأحزاب السياسية، على أن هاته الأخيرة فاعل أساسي في الديناميكية السياسية بالبلاد، وتنتظرها أدوار في العمل السياسي والتنشئة وتقديم ترشيحات حقيقية بما يخدم المجتمع، يُضيف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر-3 البروفيسور رابح لعروسي.