أكدت مصادر طبية بغزة أمس استشهاد 75 شخصا وإصابة العشرات في غارات صهيونية على مخيمات البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح وسط القطاع. جاء ذلك فيما تسود حالة من الترقب بشأن الحراك الدبلوماسي الهادف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في حين أكدت حركة حماس أنه لا اتفاق من دون موقف واضح يؤدي إلى الوقف الدائم للحرب والانسحاب الصهيوني الكامل. وسعّ جيش الاحتلال الصهيوني، أمس الأربعاء، اجتياحه البرّي في مدينة رفح، وذلك بعد مرور قرابة الشهر على انطلاق العملية العسكرية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، تزامنا مع توغلات برية جديدة في المناطق الشرقية من وسط القطاع. وتقدمت آليات الاحتلال العسكرية إلى عدة مناطق في غرب ووسط مدينة رفح، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات ضارية مع المقاومة الفلسطينية، التي تواصل تصديها لعدوان الاحتلال رغم مرور ثمانية أشهر على الحرب الصهيونية المدمرة. اشتباكات وسط رفح وذكر شهود عيان أن الاشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال تركزت في منطقة "الكراج الشرقي" ومحيط "مسجد العودة" ومخيم "الشابورة" وسط رفح، تزامنا مع قصف جوي ومدفعي وغطاء ناري كثيف. وامتدت الاشتباكات المسلحة إلى غرب مدينة رفح وتحديدا على أطراف حي "تل السلطان" وقرب "دوار زعرب"، فيما تتمركز آليات الاحتلال على طول الشريط الحدودي أو ما يسمى "محور فيلادلفيا"، إلى جانب "تل زعرب" ومحيط مركز شرطة "تل السلطان". وتدور معارك كر وفر بين جيش الاحتلال والمقاومين في أطراف حي تل السلطان، ومحيط دوار زعرب، وخاصة شارع "الزر"، إلى جانب الاشتباكات الدائرة في وسط المدينة. توّغل في القرارة والبريج والمغازي وفي سياق متصل، تقدمت آليات الاحتلال العسكرية نحو بلدة القرارة بمدينة خان يونس، تحت غطاء ناري كثيف، وشرق مخيمي البريج والمغازي وسط القطاع. ولا تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تكبد جيش الاحتلال الخسائر في الآليات وأرواح العساكر في كل محاور القتال. وتوثق كتائب الشهيد عز الدين القسام مشاهد تفجير الآليات وإعداد الكمائن المحكمة لعساكر الاحتلال، وإخلاء المروحيات للقتلى والجرحى، وتشارك كذلك فصائل المقاومة الأخرى في قتال العدو.من ناحية أخرى، لا ينشر جيش الاحتلال شيئا عن ما يدعيه من قتل للمقاومين وتدمير لمقراتهم وعتادهم. على الصعيد السياسي، عادت مفاوضات وقف الحرب إلى الواجهة من بوابة مقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث توجه وفد أمريكي رفيع إلى المنطقة لبحث إبرام صفقة بين حماس والاحتلال، فيما لم يبد الطرفان أي موقف نهائي من المقترح. توتر بالجبهة الشمالية في الأثناء، قام رئيس الوزراء الصهيوني بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان أمس الأربعاء، وقال إن كيانه الغاصب مستعد لتحرك قوّي في الجبهة الشمالية. وأفادت الانباء، أن حكومة الاحتلال تسمح باستدعاء 50 ألف عسكري احتياط إضافي استعدادا للتصعيد في جبهة لبنان. وتتبادل القوات الصهيونية والمقاومة اللبنانية إطلاق النار منذ ثمانية أشهر بالتزامن مع حرب غزة . والأعمال القتالية الدائرة بين الطرفين هي الأسوأ منذ حرب عام 2006 ودفعت عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود إلى النزوح.