كشفت مراجعة لحصيلة قتلى الاحتلال، عن فاتورة خسائر كبيرة تكبدها في صفوف قواته الخاصة والمشاة، خلال أيام معدودة، بما يدل على شراسة المقاومة في التصدي للتوّغلات الأخيرة. أعلنت كتائب القسام أمس قتلها 15 عسكرياً صهيونياً واستهداف دبابة في حيّ التنور شرقيّ مدينة رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، إضافة إلى قصف قوات الاحتلال في معبر رفح بقذائف الهاون. كذلك أفادت فصائل أخرى عن تنفيذ عمليات نوعية ضد الاحتلال بعدة محاور. وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس السبت، في بيان، إنها تمكنت من قتل العساكر ال15 بعد استهداف منزل في حيّ التنور تحصّن به عدد كبير منهم، بعبوة مضادة للأفراد "رعدية"، قبل اقتحام المنزل والاشتباك مع من بقي من العساكر من مسافة صفر بالرشاشات الخفيفة والقنابل اليدوية. وفي بيانين منفصلين، قالت كتائب القسام إنها استهدفت دبابة صهيونية من نوع ميركافا 4 بقذيفة "الياسين 105" في حيّ التنور شرقيّ مدينة رفح، واستهداف قوات الاحتلال الموجودة داخل معبر رفح البري بقذائف الهاون، فيما قالت كتائب شهداء الأقصى إنها قصفت عساكر وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط مسجد التابعين شرقيّ رفح، بوابل من قذائف الهاون، وأكدت كتائب المجاهدين تدمير دبابة للاحتلال بالاشتراك مع سرايا القدس في جباليا. اشتباكات قوّية في جباليا ويوم الجمعة، أعلنت كتائب القسام قصف قوات الاحتلال داخل معبر رفح البري، وقطع خط إمداد شرق جباليا بعد استهداف ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105"، واستهداف مجموعة من قوات الاحتلال برصاص رشاش وإيقاعهم بين قتيل وجريح، ما دفع قوات الاحتلال بحسب بيان القسام إلى تغيير خط الإمداد لقواته المتوغلة عدة مرات. وتحدثت كتائب القسام كذلك عن سلسلة عمليات في جباليا الجمعة، كان من ضمنها استهداف قوة صهيونية خاصة تحصنت في أحد المباني بقذيفة "تي بي جي"، وقنص عسكري للعدو، واستهداف مقر القيادة والسيطرة لجيش الاحتلال شرق مخيم جباليا بقذائف الهاون من العيار الثقيل. وقد أكّدت وسائل إعلام صهيونية أنّ جيش الاحتلال، يخوض معارك هي "الأعنف" حتى الآن مع حركة حماس، وذلك في مخيم جباليا في شمالي قطاع غزّة. ووصف الضباط الصهاينة القتال في جباليا شمالي القطاع، بأنّه من بين الأعنف وسط الحرب المستمرة، حيث أطلق مقاومو حماس أعداداً هائلة من قذائف ال "آر بي جي" على الدبابات والمركبات الصهيونية المُدرعة. المقاومة مستعدة لحرب طويلة وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، قد قال في كلمة مصوّرة الجمعة إنّ المقاومة الفلسطينية، على الرغم من حرصها الكامل على وقف العدوان على غزة، لكنها على استعداد لخوض معركة استنزاف طويلة، من شأنها أن تكبد فيها جيش الاحتلال خسائر كبيرة في صفوف عساكره وضباطه. وأكد استهداف المقاومة خلال ال10 أيام الأخيرة، 100 آلية عسكرية صهيونية في محاور القتال في غزة. وأشار أبو عبيدة إلى أن المقاومة الفلسطينية تواجه جيش الاحتلال بالأسلحة المضادة للدروع والأفراد وبتفجير المباني وفتحات الأنفاق وحقول الألغام والقنص. وأوضح أنه رغم أن حرب التجويع والتدمير والقتل في القطاع، فإن كتائب القسام ومن خلفها الشعب الفلسطيني تخرج أمام عساكر الاحتلال من كل مكان. الاحتلال يتكتّم على خسائره هذا، ولا يقّر جيش الاحتلال بهوّيات جميع القتلى الذين يسقطون خلال المعارك، رغم أن مقاطع الفيديو التي تبثها فصائل المقاومة تكشف أن خسائر الاحتلال أكبر مما يعلنه. وعلى صعيد القتلى الذين يتم إخفاء هوّياتهم، فوحدة استطلاع هيئة الأركان العامة المعروفة ب«سييرت ميتكال"، يعد ضباطها وعناصرها من أسرار جيش الاحتلال، وربما يتم إخفاء هوياتهم لسنوات طويلة، وحتى بعد موتهم، بسبب سرية العمليات التي يقومون بها. كما أن ضباط الشاباك المرافقين لجيش الاحتلال، في توّغلاتها وهجماته في قطاع غزة، تبقى هوياتهم طي الكتمان في حال قتلوا، لعدم كشف معلومات عنهم، وعن طبيعة المهام التي يقومون بها.