اجتمع وزير الشباب والرياضية عبد الرحمن حماد، الخميس الماضي، باللجنة الوطنية للوقاية من أعمال العنف في المنشآت الرياضية ومكافحته، بمقر وزارة الشباب والرياضة للحديث عن تنامي ظاهرة العنف في الملاعب والأحداث التي وقعت بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، خلال المواجهة التي جمعت شباب قسنطينة بضيفه اتحاد العاصمة، لإيجاد حلول تطبيقية للحد من الظاهرة. شدّد المسؤول الأول على القطاع بعد تلقيه شروحات، حول الأحداث التخريبية التي حدثت بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، على ضرورة إيجاد حلول نهائية لهذه الظاهرة، وأن ذلك أضحى هاجسا للمنظمين ومصالح الأمن وللأولياء. طالب وزير الشباب والرياضة من اللجنة الوطنية للوقاية من العنف في المنشآت الرياضية ومكافحته، التي تتكون من إطارات عديدة من وزارة الداخلية والعدل والاتصال والشباب والرياضة والتربية، بالإضافة إلى إعلاميين رياضيين وأمنيين وخبراء في علم الاجتماع والنفس، وأكاديميين ومسؤولي هيئات رياضية وبعض الفرق الناشطة في الرابطة المحترفة الأولى، طالب بمواصلة العمل الذي شرعوا فيه منذ ثمانية أشهر، للخروج بخارطة طريق لمعالجة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، ومنح اقتراحات دقيقة بناء عليها سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأكد كذلك: "هذا المشكل يخصّ كل القطاعات وسنعمل على أن تكون هناك فعالية في اتخاذ القرارات". وألّح قائلا: "مهما بلغنا من درجة العنف في الملاعب، فإن التحسيس يبقى مهم جدا". وأضاف: "أطلب من رئيس الهيئة مصطفى علي حساني أن يتم تكثيف التحسيس وألا يكون مناسباتي، بل في كل وقت". وختم: "شبه الأنصار الذين يقومون بهذه الأفعال المشينة كل واحد يتحمل مسؤولياته، لكن قبل الوصول إلى الردع وتطبيق القانون يجب القيام بالتحسيس الدائم". وأكد مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة لحسن لعجاج، خلال مداخلته أن قطاع الشباب والرياضة قام بالتحضير لمواجهة شباب قسنطينة وضيفه اتحاد العاصمة بصفة عادية، مستعملا البروتوكول المعمول به في كل المباريات، موضحا بأنه تم تسخير كل الإمكانيات للسير الحسن للمواجهة. أفاد لعجاج أن ملعب الشهيد حملاوي، شهد عملية تخريبية واسعة في المعدات، وقال: "اللّوح الإلكتروني الذي كلف مبلغ 14 مليار سنتيم طاله التخريب، كما أن كل الملاحق الخاصة به تم إتلافها". وتابع: "أعمدة وشباك الملعب تم تحطيمها بصفة نهائية، والأبواب الإلكترونية تم إتلافها بدرجات متفاوتة، وتم تكسير سبعة أبواب مؤدية إلى الملعب". وعن كراسي الملعب صرّح: "كانت فيه عملية تخريب سابقة، لكن حاليا كل الكراسي تم تحطيمها كليا، إلا جزء قليل في المدرج الذي تم غلقه حماية للفريق الزائر". أشاد لعجاج بحنكة رجال الأمن الذين قاموا بحماية الرواق المؤدي إلى غرف حفظ ملابس اللاعبين والحكام، وصرح: "تدخل رجال الأمن كان فيه الكثير من الحكمة، حيث حرموا الأنصار من الوصول إلى غرف تغيير الملابس وأماكن تواجد الرسميين". وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: "رجال الأمن قاموا بعمل مميز الأمر الذي تفادى وقوع أي ضحية في الملعب، بالرغم من دخول حوالي 22 ألف متفرج". كشف مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، التكلفة الأولية للخسائر المادية التي ترتبت عن تصرف الأنصار الذين اقتحموا أرضية الميدان، تصل إلى 25 مليار سنتيم، بعد معاينة المحضر القضائي الذي كان مرفوقا بخبراء وزارة الشباب والرياضة للوقوف على الخسائر المادية. قاصد: مصالح الأمن سخرت 4 وحدات كاملة لتأمين اللقاء أوضح، رابح قاصد، ممثل وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أن أعوان الأمن حضروا الاجتماع الأمني الخاص بالمواجهة، وتم تحديد فيه نوعية الإجراءات والتدابير التي يجب اتخاذها لحماية الأشخاص والممتلكات، وقال "مصالح الأمن الوطني سخرت 4 وحدات كاملة لتأمين المواجهة ما يعني 1300 شرطي". وأضاف "نحن شركاء ومرافقون لكل الأحداث الرياضية بالجزائر، ونعمل بصفة متواصلة لتجنب هذه الظواهر، لكن العنف في الملاعب ظاهرة تقتضي دراسة عميقة، تتجاوز التدابير الأمنية والردعية، ويجب التحسيس والعمل على غرس ثقافة إيجابية للتشجيع". عرّج ممثل المديرية العامة للأمن الوطني موسى حساين، للتأكيد بأن التحقيق في ملابسات أعمال العنف التي حدثت بملعب الشهيد حملاوي لا تزال متواصلة، كاشفا بأن 67 شرطيا أصيبوا خلال المواجهات مع الجمهور، لحماية الرسميين والرواق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس، موضحا بأن 64 شرطيا تلقوا العلاج وغادروا المستشفى، في حين أن 3 أعوان أمن لا يزالون تحت الرعاية الطبية، موضحا أن عدد الإصابات في صفوف المشجعين بلغت 22 مصابا. أكد ممثل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، حليم جندوبي، بأن "الفاف" تشارك في كل الاجتماعات الأمنية التي تقام على مستوى كل التراب الوطني للعمل على تأمين المواجهات، وأوضح أن "الفاف" أصدرت بيانا حول الأحداث الأليمة، وقال "تم تفعيل عمل لجنة اليقظة للاتحادية الجزائرية التي اتخذت قرارا فوريا بخوض الجولتين 28 و29 دون جمهور احتياطيا، وعدم السماح بتنقل المناصرين من ولاية لأخرى في الجولة الأخيرة".وأوضح "الرابطة أصدرت فورا عقوباتها بخوض 06 مباريات لفريق شباب قسنطينة دون جمهور بينها 3 مباريات خارج الديار، بعد تخريب أحد أفضل الملاعب على مستوى القارة الإفريقية، كما تم حرمان الفريق من الحقوق المالية المترتبة عن البث التلفزيوني، وسيعوض النادي الرياضي القسنطيني ما تم تخريبه في الملعب". وأفاد في الأخير "نحن بصدد التحضير لمشروع الملعب الآمن أين سنعتمد على كافة الشركاء، لأنه يجب أن تكون هناك مبادرة أمنية التي جاءت من مخرجات اللجنة الوطنية للوقاية من العنف في الملاعب". عبيدات: تفعيل مشروع كأس الجزائر للأنصار اقترح، عبد الكريم عبيدات، رئيس المنظمة الوطنية لحماية الشباب، تفعيل مشروعه الذي عرضه على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بتنظيم كأس الجزائر خاصة بالأنصار للفوز بحافلة الروح الرياضية، وهو الأمر الذي سيحفز كل لجان الأنصار على التنافس فيما بينها، للظفر بالحافلة التي ستسمح لهم من تقليل نفقات تنقلاتهم خارج الديار. تجدر الإشارة أن لجنة الإعلام والاتصال الخاصة باللجنة الوطنية للوقاية من العنف في المنشآت الرياضية ومكافحته، أطلقت حملة تحسيسية عبر كل وسائل الإعلام الوطنية في إطار برنامجها للحد من الظاهرة، قبل أحداث ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة.