انطلقت، أمس، امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2024، في ظروف حسنة ميّزها التسيير المحكم لأزيد من 860 ألف مترشح يجتازون الامتحان على مدار 5 أيام، موزعين على 2893 مركز إجراء عبر الوطن، كما عرفت الدورة انطلاق بكالوريا فنون بخياراتها الأربعة لأوّل مرّة في تاريخ المنظومة التعليمية. أعطى وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، أمس، إشارة انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا دورة جوان 2024 من المتوسطة الجديدة برج باجي مختار، أين وقف على سير العملية التي سخرت لها كافة الإمكانات المادية واللوجستية، كاشفا بخصوص عدد مترشحي الولاية انه بلغ 651 مترشحا، بينهم 263 مترشحا نظاميا و388 حرا، موزعين عبر 3 مراكز يشرف عليها 200 مؤطر و140 حارس. الأسئلة من صميم ما أُخذ حضوريا في القسم وأشرف بلعابد على عملية فتح أظرفة مادة اللّغة العربية، من مركز الامتحان المتوسطة الجديدة، أين وقف على الظروف التنظيمية لسير الامتحانات بمنطقة الجنوب التي تمتاز بحرارة عالية، وأكد أن الامتحانات تجري بصفة عادية، وأن الأسئلة من صميم ما أخذه التلميذ حضوريا في القسم، وحول الكفاءات والمهارات التي تلقاها طيلة سنة دراسية، موضحا أنها أعدت من طرف فريق مكوّن من أساتذة أكفاء لهم خبرة تسمح لهم بإعداد أسئلة وبنائها وترتيبها بشكل سليم خال من الأخطاء، يتجاوب والبرنامج الدراسي لكل الشعب والمواد، وقال إن فريق إعداد الأسئلة يمكث في معزل عن العالم الخارجي أكثر من 43 يوما، أي من 2 ماي الفارط إلى 13جوان الجاري. وأكد الوزير غياب أي خصوصية حول طبيعة أسئلة هذه الدورة التي لم تخرج عن فحوى البرنامج الدراسي، كاشفا - من جانب آخر - أنه تم تسخير كل الإمكانات لإنجاح اجتياز هذا الامتحان عبر ربوع الوطن، وفي أحسن الظروف ودون أي تجاوزات، خاصة من حيث الإجراءات الأمنية، لتفادي حالات الغش. وبخصوص إجراءات معاقبة الغش، أوضح بلعابد أن الامتحان له حرمته ونزاهته، والإجراءات المعمول بها، مثل التحسيس قبل العقاب للإقلاع عن هذه التصرّفات والسلوكات السيئة التي تسيء إلى نزاهة الامتحان وتشوش على تركيز الممتحنين، لكن في العموم - يواصل الوزير - الظاهرة آيلة للزوال، سواء في شهادة "البيام" أو البكالوريا، وعدد حالات الغشّ تقريبا منعدم، ومن تسوّل له نفسه الغش - يقول الوزير- فإنه يخضع لطائلة القوانين، خاصة القانون 06\20 الذي يقول بالعقوبات الصارمة ضد الغشاشين. شعبة الفنون.. مشروع استراتيجي بخصوص امتحان البكالوريا شعبة الفنون، قال وزير التربية الوطنية إن ثانوية علي معاشي تدرس المادة منذ سنتين، والاختصاص لن يقتصر على الثانوي، بل له امتداد للتعليم العالي، باعتباره مشروعا استراتيجيا مهما يهدف إلى بعث الصناعة السينماتوغرافية، وصقل المواهب واكتشافها في سن مبكرة، وبالتالي فالأمر ليس تدريس شعبة في الثانوي، وإنما له مقصد استراتيجي وطني جاء في استراتيجية رئيس الجمهورية. أما بالنسبة لعدد المترشحين في هذه الشعبة، فقد بلغ 196 مترشح موزعين على أربع خيارات: 40 مترشحا خيار فنون تشكيلية، 49 مترشحا في الموسيقى، 35 مترشحا خيار مسرح و32 مترشحا خيار السمعي البصري، حيث أكد بلعابد على السير الحسن للامتحانات التطبيقية التي جرت أواخر أفريل الماضي على أن يمتحن اليوم التلاميذ كأقرانهم من الشعب الأخرى في هذه المواد. وفيما يخص ثانوية الرياضيات بالقبة، بلغ عدد المترشحين 103 مترشحين، وفرت لهم كافة الظروف التنظيمية التي تسمح لهم باجتياز الامتحان في ظروف عادية ودون أي صعوبات، وأكد الوزير بخصوص هذه المدارس، أنها تحظى بنفس ظروف التسيير المعمول بها عبر الوطن. إصلاحات.. فيما يخصّ إصلاح شهادات البكالوريا، التعليم المتوسط وامتحان التعليم الابتدائي، قال بلعابد إنها منظومة تقييمية مدرسية وطنية لابد أن تخضع إلى إعادة النظر، طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وتكييفها مع المستجدات، حيث كانت البداية مع التعليم الابتدائي من خلال تعويض امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي بتقييم المكتسبات، وخلال الدخول المدرسي المقبل - يضيف بلعابد - يدقّق الامتحان ويذهب للأطوار المكونة للتعليم الابتدائي الأول "السنة أولى والثانية"، الثاني "الثالثة والرابعة"، الثالث يشمل السنة الخامسة، مؤكدا مواصلة العملية لإصلاح المنظومة التعليمية بالتدرج وعبر مراحل، مبرزا أهمية هذا الامتحان والمعالجة التي تليه في تحسين نتائج المتنقلين إلى الأولى متوسط، التي كانت تعاني من قبل على اعتبار أنها السنة الأكثر تكرار للتلاميذ. وقال الوزير إن هذه الكوكبة من التلاميذ التي هي بصدد الوصول إلى الرابعة متوسط، ستجد امتحان شهادة البيام قد خضع إلى الإصلاح، مؤكدا أن هذا الملف موضوع اجتهاد لجنة متخصصة مؤهلة ولها الخبرة ومقومات العمل لإصلاح هذا الامتحان، وإصلاحه لابد أن يكون مسبوقا بإعادة النظر في مناهج التعليم الثانوي. تحضيرات مكثفة بمراكز الجنوب وعن التحضيرات الخاصة بمناطق الجنوب، أوضح المسؤول الأول على قطاع التربية، أن التحضير كان جيدا لسير هذا الامتحان في ظروف حسنة سواء من حيث الوسائل البيداغوجية أو المكيفات التي تعتبر ضرورية، بالنظر إلى خصوصية المنطقة التي تمتاز بحرارة عالية. أما عن عدد مراكز الامتحان، فقال إن الولاية خصصت مركزا للنظاميين، واثنين للمترشحين الأحرار الذين يمثلون 36.23 بالمائة عبر الوطن، في حين تمثل نسبة الإناث 60 بالمائة، مشيرا - بخصوص ممتحني المؤسسات العقابية عبر الوطن - إلى عقد اتفاق مع وزارة العدل يسمح لنزلاء المؤسسات العقابية المتأخرين والذين دخلوا في تواريخ قريبة من إجراء الامتحان والذين سجلوا أنفسهم خارجا، أن يجتازوا الامتحان في المؤسسات العقابية. أما المترشحون من أشبال الأمة، فقدر عددهم ب975 مترشح، في حين قدر عدد المترشحين ذوي الاحتياجات الخاصة ب671 مترشح، يجتازون الامتحان في مختلف الشعب وفي جميع دروس المقرر الدراسي الذي حقق نسبة تقدم بلغت 100 بالمائة، وهذا بفضل جهود الأساتذة الفاعلين في القطاع، وأولياء التلاميذ الذين حرصوا على ضمان سنة هادئة ومستقرة. وأكد الوزير أن استقرار القطاع نتيجة منطقية جاءت كنتيجة للمجهودات التي تبذلها الدولة، فهي ترعاه وتتابع ما فيه وتتكفل بكل ما هو بحاجة إليه، وأضاف أن المدرسة اليوم تحظى باهتمام رئيس الجمهورية، ومتابعة شخصية منه، ما أعطى الطمأنينة وأعاد الاستقرار لهذا القطاع، خاصة وأن الدولة تتفاعل بالإيجاب مع كل المستلزمات لضمان السير الحسن للمدرسة وللحياة المهنية لموظفي القطاع. وكانت الوجهة الثانية لوزير التربية، ولاية المنيعة، أين أعطى الوزير إشارة انطلاق امتحان الفترة المسائية المخصص للعلوم الإسلامية لكافة الشعب، وأكد خلالها على ضرورة السهر على حسن التنظيم وتوفير كافة الظروف لاجتياز الامتحان في أريحية. الإطعام أولوية بخصوص تحضيرات الدخول المدرسي في ولايات الجنوب، أكد بلعابد أنه يتم كباقي الولايات وسوف يخضع إلى إجراءات تنظيمية تربوية، مع الاستغلال الأمثل للمؤسسات التربوية، وإعادة توزيع التلاميذ لتحقيق التوازن والقضاء على ظاهرة الاكتظاظ، كما سيتم استكمال مشروع 600 مؤسسة تربوية لحل مشكل الاكتظاظ. أما في شق الإطعام، فأكد وزير التربية الوطنية، أن الإطعام المدرسي ضمن اهتمامات الوزارة، وذلك من خلال إنشاء 500 مطعم عبر الوطن يسمح لتلاميذ المناطق البعيدة الاستفادة من وجبات ساخنة، بالإضافة إلى انجاز 120 قسم توسعة، وعليه - يؤكد الوزير - فإن هذه المشاريع تساهم في القضاء على مشكل الاكتظاظ، وخلق حلول في عديد المدارس عبر الوطن، حيث وقف - في السياق - على وضع حجر أساس لمشروع ابتدائية نمط 3 بحي 340 سكن ريفي برج باجي مختار، والتي تندرج في إطار توسيع الهياكل التربوية بالمنطقة. ...ويشيد بالظروف "الممتازة" لسير الامتحان من المنيعة أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، مساء أمس الأحد، بولاية المنيعة، أن امتحان شهادة البكالوريا في يومه الأول تم في ظروف "ممتازة" عبر كامل التراب الوطني. أوضح الوزير، لدى إشرافه على فتح أظرفة امتحان مادة العلوم الإسلامية المبرمجة في الفترة المسائية، وذلك على مستوى مركز الإجراء بمتوسطة "الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي"، بعاصمة الولاية، أن "ظروف الامتحان في مجملها كانت، ممتازة"، في ظل "توفر كافة الإجراءات التنظيمية الكفيلة بضمان الراحة النفسية للمترشحين، خاصة مع الحرارة المرتفعة التي تشهدها الولايات الجنوبية للوطن، أين تم تجهيز مراكز الإجراء بالمكيفات الهوائية". وأشاد بلعابد ب "الجهود المبذولة من طرف كل القطاعات المعنية والمصالح العمومية الذين تجندوا لضمان التنظيم الجيد لهذا الموعد التربوي الهام".من جانبهم أعرب عدد من المترشحين على مستوى مركز الإجراء ذاته، أن أسئلة مادة اللغة العربية التي تم الامتحان فيها خلال الفترة الصباحية كانت "مقبولة" ومن "ضمن الدروس التي تلقوها في الأقسام طوال السنة الدراسية".