كشف رئيس مشروع مجموعة مكتب دراسات ايجس السيد «ايفس اينيسر»، أن ولاية الجزائر معرضة بشكل اكبر إلى مخاطر الزلازل ومختلف الكوارث الطبيعة، على غرار الفيضانات وانزلاق التربة والتعرية والغمر البحري وإجهاد المياه، مرجعا السبب ذلك إلى تغير المناخ الذي يستدعي إعداد مخطط استراتيجي لتعزيز مقاومة العاصمة لمثل هذه الأخطار وتكييف مع التغيرات المناخية والاحتباس الحراري. وخلال لقاء تحسيسي نظم، أمس بمقر الولاية، استعرض رئيس المشروع «ايفس» تقرير المرحلة الأولى من الدراسة، التي أعدت بالتعاون بين الجزائر ومركز مرسيليا للاندماج في المتوسط حول هشاشة الولاية إزاء الأخطار الطبيعية والتغيرات المناخية، حيث قدم بعض الملاحظات المتعلقة ببناء العمارات والمشاريع الضخمة، مؤكدا أن معظمها أنجزت في مناطق خطيرة ومعرضة للزلازل، إضافة إلى واد السمار وواد الحميز المعرضين أيضا حسبه لمخاطر الفيضانات. من جهته، أوضح مدير المدينة بوزارة التهيئة العمرانية والبيئة بلخوجة فؤاد ل«الشعب»، أن هذه الدراسة تدخل في إطار سياسة تهيئة الإقليم وحملت جملة من الرهانات على رأسها الهشاشة التي تضم الزلازل وانزلاق التربة، مشيرا أن الشروع في تجسيد هذا المشروع يتم في مرحلتين، الأولى تتمثل في تشخيص ودراسة مختلف الإشكالات المتعلقة بمخاطر الكوارث الطبيعية وكيفية الوقاية منها أما المرحلة الثانية فتتعلق بتطبيق برنامج واعد لعصرنة العاصمة وتجنيبها بنسبة كبيرة خسائر الكوارث الطبيعية. واستبعد مدير المدينة تسجيل نفس الخسائر التي خلفها زلزال 2003 في حال وقوع آخر، نظرا للسياسة الفعالة في طريقة البناء التي تبنتها الجزائر بعد تلك الكارثة الطبيعية التي باتت تشترط، أن تكون وفق معايير دولية، إضافة إلى التعديل الذي طرأ على قانون العمران وتدعيمه بمواد أخرى من شأنها مراقبة أساليب الغش في بناء العمارات. وأوضح مدير المدينة، بأنه سيتم تعميم المشروع ليشمل المدن الكبرى على غرار قسنطينة ووهران وعنابة من خلال وضع آليات فعالة وبرنامج يجسد على المستوى الوطني، مضيفا انه يمكننا تجنب أخطار هذه الكوارث الطبيعية بنسبة معتبرة. من جهته أفاد المدير العام للتنمية وجاذبية المنطقة محمد سعيد بن مراد، أن مدة دراسة هشاشة العاصمة ستصل إلى 6 أشهر، وتضم برامج هامة لاخد كل الاحتياطات اللازمة وتسيير الأخطار الطبيعية وعواقب التغير المناخي في الوسط الحضري. وأكد بن مراد على أن الوزارة ستعمل على نقل المنشآت الصناعية لكي لا تأثر على سكان العاصمة، كما توجد إجراءات وقائية يفترض أن يقوم بها كل شخص من اجل التقليل من مخاطر الاحتباس الحراري، كالاستعمال العقلاني للمياه وتغيير طرق سقي الأراضي الزراعية والتقليل من المكيفات الهوائية. أما رئيس بلدية بني مسوس السيد بوروبة، فقد دعا إلى ضرورة إيجاد حلول نهائية لمشكلة بناء البيوت القصديرية في الأودية قبل البحث عن سبل التكيف مع الأخطار الطبيعية والتغيرات المناخية، مؤكدا أن ظاهرة البناء الفوضوي يعد كارثة في حد ذاته ويشكل خطرا كبيرا على العاصمة،لذلك يتوجب حسبه وضع ميكانيزمات بين السلطات الادارية والأمنية للقضاء على هذه الظاهرة.