دعا المشاركون في اليوم البرلماني حول «محاربة الإدمان والمخدرات»، أمس إلى بلورة إستراتيجية أكثر فعالية لمحاربة آفة المخدرات يتحمل فيها الجميع المسؤولية الكاملة بدءً من الأسرة، المسجد، القطاعات المعنية، وإتاحة الفرصة لأهل الخبرة والإختصاص للقيام بالدور المنوط بهم، مشددين على ضرورة معالجة هده الآفة والتصدي لها بالتركيز على الأساليب التي تركز على الوقاية وتحصين الفرد والمجتمع، بمد يد المساعدة للضحايا، والتصدي بكل حزم للمتاجرين بالمخدرات. أكد رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتكوين المهني بالمجلس الشعبي الوطني صلاح الدين بورزاق، خلال افتتاحه أشغال اليوم البرلماني، بحضور رئيس المجلس العربي ولد خليفة، وزيرة التضامن الوطني سعاد بن جاب الله، كاتب الدولة المكلف بالشباب بلقاسم ملاح، أن ظاهرة المخدرات لم تعد تشكل خطرا على الأفراد فحسب، بل أصبح تأثيرها ومخاطرها تهدد مستقبل الشباب، مشيرا إلى أن النصوص التشريعية التي سنتها الجزائر لمكافحة هذه الظاهرة لا تكفي، إذ ينبغي تضافر جهود كل الهيئات والمؤسسات الرسمية، والأسرة والإعلام لقمع والوقاية من هذه الآفة. وفي هذا السياق دعا بورزاق إلى بلورة إستراتيجية أكثر فعالية ترتكز على الوقاية من هذه الآفة قبل الردع، لأن «المدمن مكانه المستشفى وليس السجن» على حد تعبيره، وهو الأسلوب الواجب اعتماده كما قال لمساعدة المدمنين على التغلب على هذا الضعف ووضع جسور تربط كل الهيئات الموجودة التي تشارك في محاربة هذه الآفة. ودق المقدم محمد بن شهاب، ممثل الدرك الوطني في مداخلته ناقوس الخطر من ارتفاع نشاط تهريب المخدرات عبر الحدود الشماليةالغربية، بعد تضييق الخناق على شبكات التهريب بمنطقة الجنوب الغربي مستدلا في ذلك بالكميات المحجوزة سنة 2012 والمقدرة ب72 طن من المخدرات، والثلاثي الأول من سنة 2013 ب4 طن، في حين قدرت الكميات المحجوزة من الكيف المعالج ب13 طنا في نفس السنة، مقابل 165 كلغ من الكوكايين السنة الماضية والتي تم إدخالها عن طريق حاوية قادمة من الخارج وهي القضية التي مازالت قيد التحقيق. وأقر المقدم شهاب، بتزايد تداول هذه المواد وسط الشباب، رغم الجهود المبذولة حيث تبقى الفئة التي يتراوح سنها بين 18 30 سنة تتصدر قائمة المتورطين في هذا الجرم. وشدد ميهوب ميهوبي وزير الإعلام والثقافة الأسبق على ضرورة توظيف جميع الطاقات الوطنية من أجل التصدي لآفة المخدرات في إطار مسعى مشترك ومتضامن من أجل وضع حد لها، داعيا إلى إعادة النظر في القوانين والفصل في معالجة ضحايا المخدرات، باعتماد الأسلوب الإنساني والاجتماعي والوقائي، ومحاربة المتاجرين بها بيد من حديد. وشاطر كاتب الدولة المكلف بالشباب بلقاسم ملاح، هذا الطرح، حيث أكد على ضرورة العمل على الاكتشاف المبكر للمدمن، ومعالجته قبل سجنه، مبرزا أهمية الاستعانة بالجمعيات الناشطة في الميدان للتحسيس بخطر المخدرات، من خلال القيام بعمل جواري يستهدف الشباب بإشراك المختصين.