ثمن أمس السيد بلقاسم ساحلي كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف بالجالية الوطنية بالخارج مستوى علاقات التعاون الثنائي بين الجزائر وأرمينيا والذي يترجم مسار تعزيز التشاور السياسي المندرج في اطار استمرارية تبادل الزيارات بين المسؤولين الجزائريين ونظرائهم الأرمينيين،، مذكرا بتنقل السيد الطيب بلعيز رئيس المجلس الدستوري، والسيد رزاق بارة مستشار رئيس الجمهورية الى هذا البلد. وأكد السيد ساحلي خلال ندوة صحفية عقدها رفقة السيدة هرانوش هاكوبيان وزيرة الجالية لجمهورية أرمينيا،، بمقر وزارة الشؤون الخارجية ان زيارة الوزيرة الأرمينية للجزائر،، تأتي في اطار الاطلاع على تجربة هذا البلد الثرية في مجال التكفل بالجاليات في الخارج. وهذا الحرص موجود لدى كتابة الدولة له طابع الديمومة في معرفة خبرة البلدان الشقيقة والصديقة،، مسجلا في هذا النطاق ان ثلثي الأرمينيين يقيمون خارج بلادهم،، ولا يمكن ايجاد نموذج غير النموذج الأرميني،، وقد تم التباحث حول ما مدى الاستفادة من هذه التجربة،، لان هناك آليات جديرة بالمتابعة منها وكالة ل«دياسبورا» أي الشتات ووزارة مستقلة بذاتها،، بالاضافة الى تنظيم لقاءات سنوية لافراد الجالية الأرمينية،، ومؤسسة تحت الاشراف المباشر للرئيس،، ووجود كذلك برامج مكثفة معدة لهذا الغرض، كما تنظم كل سنة ما يعرف بالالعاب الاولمبية لابناء الجالية وتوفير مشروع «تعالى الى المنزل» وصيغة خاصة باستقبال الاطفال الارمينيين والتكفل بهم لدى العائلات المتطوعة باستضافتهم. وقد ابدى السيد ساحلي اعجابه الكبير بهذه التجربة، مؤكدا بأن المحادثات التي اجراها مع نظيرته الأرمينية سمحت باستعراض التجارب الثنائية والانشغالات المشتركة،، منها الاجتماعية والاقتصادية السائدة في وسط الجاليتين حسب خصوصية كل واحدة منها،، وفي هذا المجال تم تناول فرص التسيير الاداري والاجراءات المحفزة،، وكيفية الحفاظ على البعدين الثقافي والحضاري،، وتعزيز روابط الهوية. وأشار السيد ساحلي الى ان الجانبين تطرقا الى اسهامات الجالية في تنمية اقتصاد الوطن الأم، وهذا باشراك الكفاءات،، وكل ماتعلق بالتحفيزات زيادة على انشاء لوبيات في تلك البلدان، وكذلك المشاركة السياسية وهنا ابرز السيد ساحلي الاهتمام الذي توليه الجزائر لجاليتها في المهجر من خلال فسح لها مجال المشاركة في المواعيد الانتخابية،، وضمن هذا التوجه فان الجزائر بصدد العمل على انشاء المجلس الاستشاري للجالية،، ومن ضمن التحديات التي اثيرت ماتعلق بواقع الاندماج في ظل تنامي ظاهرة العنصرية وكراهية الآخر،، والاوضاع الاقتصادية المتدهورة،، وحسب السيد ساحلي فان فرص التعاون متاحة بين البلدين فهناك حوالي 300 ألف ارميني في مارسيليا،، هذا مايسمح بنسج روابط وايجاد فضاءات بين الجاليتين، وفي هذا السياق هناك اجتماع لمختلف وزراء الجالية يوم 17 جوان المقبل بفرنسا يستضيف الوزيرة الفرنسية المكلفة بالفرنسيين المقيمين في الخارج، كما تشهد جنيف يومي 18 و 09 جوان اجتماعا للمنظمة العالمية للهجرة،، سيكون فضاء كي تطرح الجزائر رؤيتها في التنمية والاستقرار وستلتقي الوزيرة الألمانية مع مسؤولين جزائريين في البرلمان، ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وبالمناسبة نوه ساحلي بوقوف أرمينيا الى جانب الجزائر في ترشحها لمنظمتي حقوق الانسان والاشخاص المعوقين. وكل هذه النقاط المشار اليها ستكون محل دراسة من قبل خبراء البلدين والمسؤولين،، تدعم بتبادل الزيارات الثنائية. 2 مليار دولار مداخيل الأرمينيين في الخارج ومن جهتها نوهت السيدة هرانوش هاكوبيان بالعلاقات بين البلدين والتي تستند الى آليات تعاون فعالة قاعدتها البرنامج المشترك،، واصفة الجزائر بالبلد الصديق. وقالت السيدة هاكوبيان ان الجالية الأرمينية بالخارج تبلغ 7 ملايين شخص مداخيلهم السنوية تقدر بملياري دولار كإدخار،، في حين هناك مداخيل اخرى ذات طابع خيري،، وسيكون لقاء جنيف فرصة لطرح كل الانشغالات المتعلقة بالجاليات في الخارج والتشديد على دورها الفعال. وأجاب السيد ساحلي على انشغالات الصحافيين بخصوص جاليتنا في الخارج موضحا في هذا الشأن بأن السلطات الجزائرية تتكفل تكفلا كاملا بأفراد جاليتها سواء في النقاط التي تعرف تدهورا أمنيا كما هو الشأن في سوريا او في بلدان اخرى كمصر وتونس وليبيا،، وهذا باستقبالهم في وطنهم الام واعادة ادماجهم،، كما تقدم لهم كل التسهيلات على مستوى القنصليات والسفارات فبالنسبة للجزائريين في مالي فقد عادوا جميعا،، متمنيا عودة سريعة لديبلوماسيينا المحتجزين.