أكد كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج بلقاسم ساحلي يوم الإثنين وجود إرادة لدى الجزائر وأرمينيا في تعزيز التعاون والتشاور السياسي بينهما من خلال الاستمرار في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين. وأوضح ساحلي في ندوة صحفية مشتركة مع وزيرة الشتات الأرمينية هرانوش هاكوبيان التي تتواجد بالجزائر في إطار زيارة رسمية, أن اللقاء الذي جمع الطرفين تركز على المسائل التي تهم الجالية من خلال مسعى حكومتي الدولتين لتعزيز علاقات التعاون والتشاور بينهما. وبالنظر إلى الأهمية التي توليها السلطات العمومية للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج, ذكر المسؤول الجزائري بأن زيارة الوزيرة الأرمينية فرصة للإطلاع على التجربة الأرمينية في هذا السياق باعتبار أن الجالية أصبحت —كما قال— "ثروة متجددة". كما تطرق اللقاء —حسب ساحلي— إلى الإنشغالات الاقتصادية والاجتماعية التي تعبر عنها مختلف الجاليات من بينها أهمية التقسيم الإداري (القنصليات) في بلدان الاقامة والإجراءات الادارية التسهيلية المتخذة لصالح الجالية. كما كان اللقاء فرصة تطرق فيها الجانبان إلى السياسة المعتمدة من قبل السلطات العمومية داخل بلد الاقامة بغرض صيانة البعد الثقافي والحضاري للوطن الأم من خلال الحفاظ على الهوية الوطنية وتعليم اللغة والثقافة الأصليتين. وشكل موضوع كيفية إسهام الجالية بصفة عامة في التنمية الاقتصادية للوطن الأم محور محادثات ساحلي والوزيرة الأرمينية للشتات حيث أكد الطرفان على أهمية إشراك هذه الجالية في مسار التنمية الإقتصادية والإجتماعية للبلد الأم عن طريق التحويلات المالية و المساهمة في خلق الثروات وتشجيع الإستثمار وخلق ما يسمى بلوبيات الجالية داخل دول الإقامة. هذا وقد تمحورت المحادثات بين المسؤولين حول أهمية المشاركة السياسية لأبناء الجالية حيث أكد ساحلي بالمناسبة بان الجزائر من الدول القلائل التي تولي أهمية كبيرة لجاليتها في هذا الشأن من خلال اشراكهم في كل الاستحقاقات الوطنية وتمثيلهم في البرلمان. وأشار في هذا المقام إلى مشروع تشكيل المجلس الاستشاري للجالية التي تعتبره الجهات المعنية "مهما جدا" من منطلق التحديات التي تواجه الجالية سيما ما تعلق منها بمسألة الإندماج في بلد الإقامة في ظل تنامي ظاهرة العنصرية وكذلك الظروف الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها بعض الدول. وفي هذا السياق أكد ساحلي أن محادثاته مع الوزيرة الأرمينية كانت فرصة للتطرق إلى إمكانية خلق فرص للتعاون بين الجاليتين الجزائرية والارمينية خاصة بفرنسا عن طريق فضاءات التبادل الثقافي على وجه الخصوص. كما ذكر بأن لقائه مع المسؤولة الارمينية كان فرصة للتحضير لاجتماع مختلف الوزراء المكلفين بالجالية يوم 17 جوان المقبل بفرنسا وذلك الذي ستعقده المنظمة العلمية للهجرة في نفس الشهر بجنيف السويسرية. وأكد بالمناسبة بان الجزائر ستطرح خلال هذا اللقاء مقاربتها واقتراحاتها فيما يخص اشراك المهاجرين في مسائل التنمية والاستقرار.