أقر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، أن عناصر الشرطة أفرطوا في استخدام القوة لتفريق الاحتجاجات في اسطنبول، واعترف بأنه من الخطأ استخدام عناصر الشرطة لغاز الفلفل. قبل أن يأمر وزارة الداخلية بالتحقيق في الحادثة التي خلفت عشرات الجرحى، ويناشد بوقف المظاهرات فورا. واعتبر أردوغان، أنه من غير العادل وصف حكومتنا بالمعادية للطبيعة والبيئة، وأكد في ذات السياق، أن عناصر الشرطة كانوا ولا يزالون وسيبقون في منطقة (تقسيم) بأسطنبول، مضيفا أنه لا أحد يمتلك الحق في زيادة التوتر في البلاد بحجة أن أشجاره يتم قطعها. وأكد رئيس الوزراء التركي في ذات السياق، على حق الجميع في التظاهر، موضحا بأن أي وسيلة، ما عدا الانتخابات هي وسيلة معادية للديمقراطية. واعتبر في ذات الصدد أن الأكثرية لا يمكنها الضغط على الأقلية في فرض رأيها على الأكثرية مؤكدا أن كافة الوسائل المعتمدة لتغيير الحكومة خلافا للانتخابات هي مضادة للديمقراطية وغير شرعية. من جانبه إنتقد نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرنتش استخدام الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات ضد إزالة منتزه في مدينة اسطنبول، وقال من الأفضل إقناع هؤلاء المتحتجين بدلا من استخدام الغاز المسيل للدموع ضدهم. وتشهد عدة مدن تركية، وأبرزها العاصمة أنقرة، إحتجاجات ضخمة زادت حدتها بسبب تدخل الشرطة وما خلفه من اشتباكات عنيفة أدت إلى إصابة عشرات الجرحى لتكون هذه التطورات الخطيرة أكبر التحديات التي تواجه الحكومة ذات التوجه الإسلامي في تركيا خلال 10 سنوات من حكمها. وتصاعدت الاحتجاجات منذ، أول أمس، على وجه الخصوص، لتصبح تظاهرات منددة بالحكومة بعد أن نزلت الشرطة إلى ساحة تقسيم لتفريق تظاهرة احتجاج على إقتلاع أشجار في متنزه قريب، هو آخر فسحة خضراء في المنطقة التجارية الكبيرة من أجل خطط لبناء مركز تجاري. وتصاعدت الاشتباكات ليلا، فيما نزل آلالاف إلى شوارع المدينة وطرقوا على أواني طبخ، ولقوا تشجيعا من السكان الذين وقفوا على شرفات منازلهم، كما بدأت الاحتجاجات تأخد منحنى تصعيديا ضد سياسة الحكومة التي يرى البعض أنها تسعى من 2002 لأسلمة الدولة العلمانية. وقدحمل بعضهم زجاجات البيرة في تحد لقانون صدر مؤخرا بدعم من حزب العدالة والتنمية، يحظر بيع الكحول ويمنع استهلاكه ليلا. ويرى منتقدو القانون أنه مؤشر جديد على جنوح تركيا العلمانية أكثر فأكثر نحو التشدد. وفي واشنطن أعربت وزارة الخارجية عن قلقها بشأن عدد الأشخاص الذي جرحوا في الاحتجاجات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جينيفر بساكي السبيل الأفضل لضمان الاستقرار والأمن والإزدهار في تركيا هو بدعم حريات التعبير والتجمع وتشكيل الجمعيات التي كان هؤلاء الأشخاص يمارسونها على ما يبدو.