منحت جامعة الجزائر شهادة الدكتوراه الفخرية لرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، تقديرا لجهوده في ترقية العلم ودوره في إرساء علاقات التعاون الإستراتيجية بين الجزائر وتركيا تشكل فيها الجامعة الحلقة الأقوى في محيط تتحكم فيه المعرفة وتفرض نفسها معيارا للتطور والبناء. جرت عملية منح أردوغان للدكتوراه الفخرية وهدايا رمزية ممثلة في درع جامعة الجزائر وبرنوس ولوحة فنية، في أجواء احتفائية خاصة بالجامعة المركزية صباح أمس بحضور رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي والطاهر حجار رئيس الجامعة والأسرة الجامعية. وذكر عميد جامعة الجزائر 2 صالح خنور في كلمة ترحيبية بخصال رئيس الوزراء التركي ومناقبه وحبه الدائم للعلم منذ الصغر وتفوقه في الجامعة التي تسلق فيها المناصب والمسؤوليات، مكنته من اقتحام السياسة من الباب الواسع. وتوقف خنور عند النضال الطلابي لأردوغان غداة تأسيسه رفقه عبد الله غول وآخرين ل«الشباب التجديدي» في الثمانينيات. وهي محطة فاصلة في اعتلاء اردوغان الذي كسب مهارة في لعب كرة القدم لقب بكنبور التركي، المناصب السياسية وقيادة بلده العملاق الاقتصادي الصاعد سادس قوة صناعية بأوروبا. وتجاوب ضيف الجزائر مع قرار المجلس العلمي للجامعة القاضي بمنحه الدكتوراه الفخرية، بإلقاء كلمة توبعت باهتمام تخللتها تصفيقات حارة من الحضور عند ذكر نقاط القوة في العلاقات بين الجزائر وتركيا المستمرة على مدار 350 سنة منذ هبة الأخوين خير الدين بربروس وبابا عروج في نجدة البلد من غزو الاستعمار الأوروبي. وغاص أردوغان في أعماق التاريخ وهو يسرد وقائع تطور العلاقات الثنائية التي كسبت ديناميكية بزيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تركيا عام 2005 وتلتها زيارة رئيس الوزراء التركي إلى الجزائر عاما بعد ذلك، وإمضاء معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين. وهي معاهدة أبرمت في ماي 2006 لتكون تركيا البلد الوحيد خارج القوس اللاتيني المجاور الذي تبرم معه الجزائر هذا النوع من الاتفاقيات. وذكر أردوغان بالقواسم المشتركة بين الجزائر وتركيا التي تؤسس لعلاقات متميزة على الدوام يحرص الطرفان على تجديدها باستمرار وعدم الاكتفاء بما تحقق، أخذين في الحسبان التغيرات الطارئة في الخارطة الجيواستراتيجية وتداعيات أزمة مالية عالمية. ضمن هذه الوتيرة سجل التبادل التجاري بين البلدين 05 ملايير دولار، وحجم الاستثمار التركي بالجزائر 6,9 مليار دولار، وتنشط 160 مؤسسات تركية بالجزائر التي اتخذت تدابير تشجع الأعمال والاستثمار إلى جانب قيام شركات المناولة بإنجاز 190 مشروع يعول عليه في خلق الثروة والتشغيل. وحسب أردوغان فإن العلاقات الجزائرية التركية تكسب متانة أكبر بتوطيد الروابط بين الجامعات التي تخرج كفاءات معرفية وتتكل على باحثين في قيادة المجتمع وحمل انشغالات الأمة وتلبية احتياجاتها وحاجياتها. على هذا الأساس، دعا اردوغان إلى توسيع الجامعات الجزائرية، المجال لتكوين طلبة أتراك في اللغة العربية وقيام الجامعات التركية بنفس الوظيفة بإستقبالها طلبة جزائريين وعددهم العام الماضي 32 طالبا يمكن رفعه إلى 100 طالب في أقرب أجل.