تحولت سوريا الى قبلة للمقاتلين القادمين من مختلف أنحاء العالم للقتال الى جانب المعارضة المسلحة ضد النظام السوري، المعطى حول تلك المعارضة السورية او التي من المفروض أن تكون كذلك الى معارضة متعددة الجنسيات، ويكفي ان أرقاما مخيفة تشير الى وجود حوالي 30 ألف مقاتل أجنبي دخل الى الأراضي السورية وان كان اغلبهم من دول ما يسمى بالربيع العربي، هناك حوالي 2000 أوروبي ضمنهم 270 فرنسي يقاتلون في سوريا، وهي أرقام أوردتها وسائل الاعلام الفرنسية، التي نقلت كذلك ان الملف تحول الى هاجس كبير للدول الأوروبية في حال عودة أولئك المقاتلين الى بلدانهم الأوروبية مشبعين بالأفكار الجهادية التكفيرية، وما قد تشكله من خطر على أمن واستقرار أوروبا، التي تحولت آراضيها الى ملاذ لخلايا التجنيد والتعبئة للزج بالشباب في قضية لاتعنيهم ساهمت فتاوى غير مسؤولة في غسل أمخاخهم وتغير قناعاتهم ليجدوا أنفسهم في خنادق الأزمة السورية بعد المرور على مراكز التدريب التي أقامتها المخابرات الأمريكية في كل من الأردن وتركيا، في سيناريو شبيه ان لم يكن نفسه خلال الحرب الأفغانية في ثمانينات القرن الماضي. يبدو أن الكثير من الأطراف تعمل جاهدة لاجهاض كل محاولات حل الأزمة السورية، والا كيف نفسر بعض التصريحات التي تقول بأن تسليح المعارضة يخدم السلام في سوريا، وإن كان القصد من وراء التصريح هو فرض توازن ميداني بعد اختلاله لصالح الجيش النظامي السوري بعد المواجهات في القصير، رغم أن الشعب السوري ليس في حاجة الى المزيد من السلاح والمقاتلين والفتاوى المغلوطة، وإنما الى نوايا صادقة ومجهودات جادة لاخراجه من محنته وايقاف حمام الدم، لأن الأزمة طال أمدها وزادت معها مخاوف من أن تستمر لسنوات أطول، ان لم تتوقف كل الأطراف عن النفخ في نار فتنتها.