أدخل محمد عساف المتسابق في البرنامج الشهير «آراب أيدول» الفرحة إلى قلوب الفلسطينيين، بفوزه المستحق في الدورة الحالية للمسابقة، بعد منافسة قوية شهدتها الحلقة الأخيرة من البرنامج، ليعتلي محمد عساف عرش الأغنية العربية، بعد أن تمكن من إقناع لجنة التحكيم والجمهور بصوته الجهوري. فقد كان محمد عساف القادم من أحد مخيمات اللاجئين في غزة، سفير فلسطين في العالم العربي، حيث لم يكن يهدف من وراء اعتلائه لمنصة «آراب أيدول» الغناء وفقط، وإنما إيصال صوته وصوت شعبه إلى ربوع العالم، ويكون الفن بالنسبة إليه رسالة ينقل بها جروح وآهات وطنه. وكشف محمد عساف أنه سيخدم قضيته، ولن يتخلى عن الثوابت الوطنية، التي ترعرع ونشب عليها، ليكون خير سفير لوطنه، الذي استطاع أن يخلق فيه عشية اختتام البرنامج فرحة عارمة، وتمكن من أن يمنح أبناء وطنه لحظة فرح، بعيدا عن هموم السياسة والدمار وأشلاء الشهداء الذين وقعوا تحت قصف العدو الصهيوني، حيث خرج الفلسطينيون إلى الشوارع احتفاء بهذا الفوز العظيم، وإيمانا منهم بأن الفن قضية وليس متعة فحسب . لم يكن التحاق محمد عساف بالبرنامج بالسهل عليه، فقد لقي معارضة شديدة من قبل بعض المعارضين، وتم القبض عليه أكثر من 20 مرة بحسب بعض المواقع لإجباره على التوقيع على تعهد يلزمه بعدم الغناء، غير أن محمد عساف لم يخضع لتهديداتهم، وكان يصر على الغناء حرصا منه على إظهار أن الفلسطينيين يستطيعون الغناء بجانب قدرتهم على الكلام والقتال وتبادل إطلاق النار. إلى جانب ذلك لم يفوت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فرصة تكريم من أصبح اليوم فخرا لفلسطين، حيث عينه ليكون سفيرا للنوايا الحسنة والثقافة والفنون للشعب الفلسطيني، قال عساف إنه سينقل الفن والفلكلور الفلسطيني إلى كل مكان يزوره، منوّها بأن «الأغنية الفلسطينية مظلومة يجب إعادة إحيائها ليسمع العالم العربي أغانينا»، وهو ما حققه محمد عساف في«آراب أيدول» بدليل الأغاني الفلسطينية الرائعة التي أداها .