تعيش عائلة السيد ''قدقاد ناجي'' بمدينة الجلفة وهي مهددة في أي لحظة بأن تبيت لياليها في العراء، لأن هذه العائلة المكونة من7 أفراد ببساطة لا تمتلك سكنا يأويها وكل هذه السنوات تعتمد على الإيجار وتعيش الترحال في عمق المدينة. مشكلة السيد ناجي، حسب ما صرح به ل ''الشعب'' تكمن في أن اسمه ورد في قائمة المستفيدين من السكنات الجديدة التي تم الإعلان عنها في ماي المنصرم، وورد اسمه ثانية في القائمة النهائية بعد استيفاء أجل الطعون، والى هنا كانت فرحة العائلة لا توصف، لأنها أخيرا ستستفيد من سكن لائق، إلا أن الصدمة كانت قوية جدا حين ذهب السيد ناجي لاستلام قرار الاستفادة، حيث فوج بإقصائه من قائمة المستفيدين بحجة أنه يعمل في ميدان التعليم كأستاذ للغة العربية، ويتقاضى أكثر من 20 ألف دينار وبهذا لا يمكنه -حسب تبرير الإدارة - الإستفادة من سكن اجتماعي، ويقول ناجي الذي يملك خبرة 20 عاما في قطاع التربية والتعليم أن أول ملف للسكن أودعه لدى المصالح المختصة يعود تاريخه إلى سنة ,1989 ثم ملفا آخر عن طريق مديرية التربية، كما أودع طلبا بسلفة بناء سنة ,1999 وكل هذه المساعي الحثيثة باءت بالفشل، لكن السيد ناجي لم يعرف اليأس طريقا إلى نفسه، فأودع ملفا جديدا سنة ,2003 بعد أن أخبرته الهيئة المختصة التي أودع بها ملفه الأول بضياع هذا الأخير، وبعد أن ظنت العائلة أن محنتها قد فرجت عادت لتعيش حياة الألم والضياع من جديد، يحدثنا الأستاذ ناجي وعلامات الحسرة بادية على محياه: ''لأن القانون الذي أقصاني لم يطبق على الجميع، وحين أردت طرح مشكلتي على السيد والي الولاية منعت من مقابلته، ورغم ذلك قمت بمراسلته وطلبت منه التدخل العاجل لمنع قرار إلغاء الإستفادة وإعادة الأمل ل 5 أطفال أبرياء في أن يزاولوا دراستهم بصفة اعتيادية''،''كما طلبت منه أيضا يقول محدثنا عبر الجرائد اليومية أن يزورني شخصيا ويطلع بأم عينه على حجم المعاناة التي أتخبط فيها، إلا أنني لم أتلق أي رد لحد الساعة، على حد قوله. توفيق 14 سنة، سلمى 12 سنة، نسرين 8 سنوات، حمادة و أكرم 5 ,6 سنوات على التوالي، هم أبناء السيد ناجي كلهم مضطرون إلى التنقل يوميا مسافات بعيدة للالتحاق بمدارسهم، إضافة إلى الأب الذي يتنقل هو الآخر يوميا إلى مقر عمله بإكمالية سليمان عميرات بالجلفة، وهذه التنقلات لوحدها تكلف العائلة ما يقارب 8 آلاف دينار، ضف إلى ذلك 5 آلاف دينار موجهة لكراء البيت، أو لنقل الحجرة والباقي من الدخل تحتار العائلة في توزيعه بين مصاريف الكهرباء والغاز، والاحتياجات اليومية من مأكل وملبس وعلاج... ، وفوق كل هذا هؤلاء الأطفال الذين وقفت جريدة ''الشعب'' على وضعيتهم المأساوية، هم الآن مهددون بموسم دراسي متذبذب، لأن تنقلات العائلة الكثيرة بسبب عدم توفر موطن قار لها تفرض نقل الأطفال إلى مدارس قريبة من الإقامة الجديدة، وهو ما لم يتوفر لهم، وهنا يتساءل الوالد عن المفارقة التي تجعل منه كأستاذ يوفر التعليم لأبناء الآخرين في حين يعجز عن توفيره لأبنائه، حيث يواجه صعوبات بالغة التعقيد في تحويل أبنائه إلى مؤسسات تعليمية قريبة من المسكن الذي يستأجره في كل مرة يتحول فيها إلى إقامة غير التي كان فيها، وعليه أصبحت العائلة بلا عنوان وهي الآن تأمل من خلال منبر جريدة ''الشعب '' أن ينظر أصحاب القرار إلى مأساتها. من جهة أخرى، وكدعم معنوي لهذا الأستاذ، بعثت مجموعة من موظفي قطاع التربية والتعليم عريضة مساندة لزميلهم إلى والي الجلفة يبلغونه فيها أسف الأسرة التربوية الشديد لما لحق بهذا الأستاذ من الصدمة والإحباط نتيجة تعليق أحقيته في الإستفادة من السكن الاجتماعي غير أن أمر التعليق -حسب ما ورد في العريضة- جاء لأسباب لم تكن يوما عائقا أمام آلاف المستفيدين، كما ناشد 60 عاملا وأستاذا من الموقعين على العريضة والي الولاية التدخل العاجل لإنهاء مأساة أسرة زميلهم ورفع الغبن عنها. ------------------------------------------------------------------------