تحدثت الفنانة راوية بوتي، عن تجربتها في مجال الفن المسرحي وحضورها على الخشبة، متعهدة في هذا السياق على هامش مشاركتها في تحضير عمل بعنوان جزيرة الأحلام، بأن تكون خادمة للفن المهتم بالطفل من خلال أعمال هادفة. الشعب: هل لنا أن نعرف حكاية راوية مع الخشبة؟ راوية ابنة المدية، هي تلك الفتاة المثابرة رغم توقفها عن دراستها بمحض إرادتها بالطور الثالث متوسط، لكنها تواصل تعليمها عن بعد وتعيش مع أسرتها المتكونة من 6 أفراد، وهي تلك الفتاة التي لطالما كانت خجولة ومتواضعة وحيوية وأحيانا مزاجية. @@ وماذا عن علاقتك مع المحيط؟ @ علاقتي مع الناس جيدة، أحب المساعدة في أي أمر يتعلق بالخير، حيث لا أفوت فرصة زيارة المستشفى في أي مناسبة سواء دينية أو عيادة المرضى، وكذا أزور من حين لآخر دار العجزة والطفولة المحرومة مع أعضاء الجمعية، وأرفض الاستهزاء بالآخر، ضنا منهم أنهم الأفضل، وأفضل أن أحقق نجاحي بنفسي دون طلب المساعدة لأشعر بمسؤلياتي اتجاه محيطي وبيئتي ووطني . @@ كيف جاءتك فكرة ممارسة الفن المسرحي؟ @ لا أخفيكم، حبي للمسرح ولّد اعتيادي على الجلوس أمام الخشبة لمشاهدة العروض التي كانت بدار الثقافة حسن الحسني، وما زاد هوايتي وموهبتي في الفن الرابع هو مشاركتي في الأعمال المسرحية كممثلة أيام المدرسة، ومنذ ذاك الوقت صار المسرح حلمي والخشبة هدفي في الحياة. @@ ماذا يمثل لك المسرح؟ @ في الحقيقة أن المسرح بالنسبة لي هو هواية ولا أراه مكسبا للعيش والهدف منه هو إيصال رسائل معينة عبر العرض المسرحي للشريحة المستهدفة. بالنسبة لي المسرح هو حياتي و أعتقد انني لا أتخيل نفسي دونه لأنه الوحيد الذي يستكمل فراغي، فلو خيروني مكان موتي لفضلته على خشبة المسرح مع جمهوري. @@ هل كان للمؤسسات الثقافية دور في إخراج موهبتك علنا؟ @ المؤسسة التي فتحت لي المجال في ممارسة المسرح هي دار الثقافة حسن الحسني لكونها عانقتني كطفلة من خلال عروضها إلى جانب جمعية الأفراح الثقافية التي ضمتني لها، وهي بدورها استقبلتني بأبواب مفتوحة ومنحتني فرصة التعبير عن مدى حبي لهذا الفن، وانطلقت مسيرتي الفنية عام 2004، بمشاركتي بمسرحية للأطفال، التي أخذت فيها دور البطولة، حيث كان رد الجمهور لأدائي في منتهى الروعة، واستقبلني وقتها بكل محبة ومن هنا بدأت أشق طريقي نحو المسرح. @@ أي نوع من الأدوار تفضلين؟ @ بالنسبة لي كل الأدوار محبوبة سواء درامية أو كوميدية، لكن أفضل الأدوار التي أحبذها، تلك التي تأتي مفعمة بالحيوية وحس الفكاهة، وليس لدي أي مشكل قط مع الأدوار، فإن وجب عليّ الضحك أضحك الناس، وإن كان دراميا فأبكيهم، المهم أن أؤدي عملي بكل إخلاص. @@ هل هناك أعمال ساهمت في إنجاحها؟ @ نعم ساهمت في عدة أعمال مسرحية منها: عالم الدمى، السيرك العجيب، الطائر الحكيم، طبيب رغما عنه، كما شاركت في عديد الأعمال لا أستطيع ذكرها كلها في هذا المقام وعبر يوميتكم المحترمة. @@ هل قوبل هذا النشاط بتتويجات؟ @ تحصلت على عديد التتويجات منها الدلفين الذهبي، العنقود الذهبي، النخلة الفضية، عن الأعمال التي قام بها ممثلو جمعية الأفراح الثقافية التي أعتبر نفسي عنصرا فعالا فيها. @@ بأي لغة تجد راوية المواطن الجزائري أكثر تأثيرا؟ @ أعتبر أن اللغة العربية هي الأكثر تأثيرا، لذلك أفضلها لتمرير رسالتي إلى الجمهور. @@ شاركت مؤخرا في عمل تلفزيوني، هل لك ما تقولين عن هذه التجربة؟ @ طبعا شاركت مؤخرا في عمل تلفزيوني بعنوان ''حكايتكم''، بالحلقة السادسة بدور فتاة هندية، وبالنسبة لي فإن العمل بالتلفزة كانت تجربة جميلة عكس وجودي على الخشبة، وفي حقيقة الأمر كنت دائما أحلم بعمل تلفزيوني إلى أن أتتني هذه الفرصة الثمينة، وقبلت المشاركة في هذا العمل بمجرد مكالمة هاتفية جاءتني من قبل بعض معارفي . @@ وإذا أردنا معرفة مدى تواصلك مع النخبة المثقفة بالمدية، ماذا تقولين؟ @ صلتي مع الفنانين بولاية المدية هي علاقة جميلة كعلاقتي بعائلتي، فكل واحد منا متمسك بالآخر على أساس الإحترام والود والنصح وليست لدي أي مشاكل مع أي فنان، من منطلق أنني مجبرة على احترم الجميع سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو أي إنسان، وبدوري أحظى بالاحترام منهم، فانأ محبوبة من طرف الجميع كوني إنسانة ظريفة ومبتسمة على الدوام. @@ لأي مدرسة فنية تنتمي راوية؟ @ أنتمي إلى مدرسة الواقعية وأفضل أن تكون أعمالي واقعية على أن تكون خيالية. @@ وما حال الفن والثقافة بالمدية؟ @ المدية أنجبت العديد من الفنانين، فهي معروفة بفنونها في كل الجوانب سواء موسيقى أو مسرح أو حرف إلى غير ذلك، وأعتبر الاسماء الفنية بولايتي مثلا للأجيال، حصدت عديد الجوائز في كل خرجة لها، فالمدية حضن عريق لمختلف الفنون. @@ هل من أعمال في المستقبل؟ @ فعلا أنا بصدد التحضير لمسرحية للأطفال بعنوان ''جزيرة الأحلام'' وبالنسبة لمسرح الكبار، هناك مسرحية ثورية تحمل عنوان ''ثمن الاستقلال'' التي سأنتجها مع جمعية الأفراح الثقافية وهناك أيضا أعمال تلفزيونية إنشاء اللّه في الأفق. @@ كلمة أخيرة لعشاقك ومحبيك؟ @ أشكر كل شخص يحب الفنانة راوية وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم أعمال نالت إعجابهم، وإنشاء اللّه آمل أن أكون في المستوى وأعدكم وجمهوري من خلالكم أن أبذل جهدي أكثر لأمتعكم وأن أعمل لتشريف الولاية بأعمالي القادمة، وطبعا هذا بدعمكم لي وأنا أبدي ريما أسفا على أنه قد قصرت يوما في أي عمل في حق جمهوري، وأنا دائما في خدمتكم وسأستقبل آراءكم برحابة صدر وكل من يريد أن يبدي رأيه في أعمالي سواء مسرح أو تلفزيون، وكذا أود أن اشكر عائلتي والصديق الخاص الذي يقف إلى جانبي دائما .. لكوني كما يقول أفراد جمعية أفراح فنانة صغيرة ومتكاملة وتحتاج إليها الجمعية وفهي ليست ممثلة فقط فتعتبر الأخت والزميلة التي لا يمل منها أبدا، لأنها وبكل صدق هي محل افتخارهم واعتزازهم.