لم تفوت "الشعب" فرصة تواجد أطفال قدموا من أدرار إلى العاصمة وتحديدا بومرداس لقضاء العطلة الصيفية، حيث قامت بالتنقل إلى مخيم الشيخ محمد بلكبير بمدرسة المجاهد غزالي مسعود ببودواو البحري، للوقوف على أجواء الطبعة الخامسة منه، التي جاءت هذه السنة تحت شعار "الكشفية تواصل وعطاء مستمر"، بمشاركة أزيد من 260 مشارك، منهم 50 قائدا وقائدة يشرفون على تأطيرهم وتوجيههم. كشف مدير المخيم الكشفي ساعد بوجمعة المنظم من طرف المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية لولاية أدرار ل "الشعب"، عن برمجة عدد من الأنشطة التربوية والتثقيفية والترفيهية والاستكشافية للشباب المشارك في المخيم ، وقال لنا: "تم تسطير عدة أهداف للوصول إليها في نهاية المخيم والتي من بينها استعمال مختلف وسائل النقل غير المتاحة في الجنوب، القطار، المصعد الهوائي، الترامواي، بالإضافة إلى التعرف على مختلف الكنوز الثقافية التي تزخر بها ولايات الشمال، فضلا على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وخدمة الآخرين وتنمية المهارات والقيم التربوية والصحية والاجتماعية . المشاركون أخذوا في المخيم من المعارف ما يكفيهم لتفعيل افواجهم الكشفية، للاحتاك وتبادل الخبرات مابين الفتية والشباب. وذكر المدير ل "الشعب" أنه تم تسطير برنامج ضخم لتحقيق هذه الأغراض، شمل تنظيم خرجات لمختلف الشواطئ بلدية بودواو البحري وزموري البحري بغرض السباحة والاستجمام والاستمتاع بمختلف ألعاب الشاطئ كلعبة أحسن قصر مصنوع من رمال البحر، ولعبة شدّ الحبل، وكرة القدم ، ولعبة البحث عن الكنز، وهناك جولات سياحية للجزائر العاصمة لزيارة مختلف المعالم التي تزخر بها العاصمة كزيارة حديقة التجارب الحامة والتي تعرفوا من خلالها على مختلف الحيوانات والنباتات التي تحتويها هذه الحديقة التي استهوت جميع المشاركين بمناظرها الخلابة، وزيارة مقام الشهيد ومتحف الجيش اللذين يعتبران محطين تتميزان بمختلف الشواهد والصور والمراحل التاريخية للجزائر. وضمن المحطات المسطرة في المخيم الكشفي الخامس كذلك زيارة المطبعة الوطنية للفنون الجميلة بالرغاية التي تعتبر من أهم أكبر المطبعات على المستوى الوطني، حيث جال الفتية بمختلف اقسامها كما تعرفوا على مختلف المراحل التي يمر بها طبع الكتاب. وقد تمّ الاتفاق مع المطبعة على طبع العدد التجريبي من مجلة الشعلة التي تصدرها المحافظة الولائية للكشافة الاسلامية الجزائرية، حيث أبدى مدير المطبعة موافقته على طبع العدد التجريبي، ووعد بأن يكون ذلك في أقرب الآجال خدمة للحركة الكشفية. كما تمت زيارة ملبنة بودواو للإطلاع على مراحل صناعة الجبن والحليب ومختلف آلالات والوسائل المستعملة في ذلك، كما زار المشاركون في المخيم سد قدارة والذي يعتبر من أهم السدود التي تزخر به المنطقة. كما شهد المخيم، حسب ما رصدته الجريدة أجواء مفعمة، تجمع بين التكوين والترفيه والسياحة، مما يسمح للفتية الكشفيين من أدرار التعرف على ما يحتويه وطنهم الحبيب الجزائر، وفي سياق متصل دعم الفتية معارفهم بمعلومات ومهارات وسلوكيات تلقوها في المخيم من خلال قرية التنمية، والتي تعرفوا من خلالها على معلومات في المجال الوطني والتاريخي والديني والصحي، فضلا عن التعرف على أهم المهارات كالعقد والنيران والإسعافات الأولية وقياس الارتفاعات وتقدير المسافات، بالإضافة إلى الاستمتاع بمختلف الألعاب الكشفية كالرالي الكشفي الذي يجسد فيه الكشافين مختلف المعارف التي تلقوها في قرية التنمية. وقد استحسن الكشفيون هذه اللعبة لما لها من مميزات وخصائص باعتبارها تعتمد على الذكاء وسرعة البديهة إذ يحتوي الرالي الكشفي على عديد المحطات التي يقف عندها الكشّاف، كالمجال الصحي المتمثل في مستشفى ابن سينا، ومتحف المجاهد المتمثل في الجانب التاريخي، ومسجد الشيخ محمد بلكبير المتمثل في الجانب الديني، مخيم محمد بوراس المتمثل في الجانب الكشفي، والمتجر الكشفي لشراء الأغراض واللوازم، بالإضافة إلى وجود البنك، حيث يمر الكشاف بمختلف هذه المحطات للحصول على رصيد في جواز سفره. رالي، أهازيج ووصلات إنشادية ونظم الرالي الكشفي بغابة زموري البحري التي تم اعدادها وتحضيرها لهذا الغرض كما تم وضع الاتجاهات بالغابة لتبيان المحطات والمرافق التي تحتويها الغابة، بالإضافة إلى لعبة المعركة البحرية، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تمت زيارة حديقة الألعاب والتسلية بباب الزوار، حيث استمتع الفتية والفتيات بمختلف الألعاب والمرافق التي تتوفر عليها. واستمتع المشاركون بمختلف الأهازيج الكشفية والوصلات الإنشادية المقدمة في السمر الذي كان بمثابة متنفس للفتية للتعبير عن كل ابدعاتهم الفنية وميولاتهم الأدبية، كما كان فسحة للمرح والضحك لاستمتاع المشاركين واكتسابهم الشجاعة الأدبية للتعبير عن كل ما يجول بخاطرهم والاحتكاك مع بعضهم البعض. وقد خصّ القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم، رفقة المسؤول الوطني لقسم خدمة وتنمية المجتمع، عرعار عبد الرحمان، زيارة مجاملة للمخيم الكشفي، تفقدا من خلالها الأجواء وظروف الإقامة وقدمت لهما شروحات حول المخيم، ومشروع الخيمة الرقمية لمرافقة الشباب وترقية المواطنة الذي يعتبر مشروع شباني ممول من طرف وزارة الشباب والرياضة، ويستند هذا المشروع على إطلاق مجموعة من المبادرات بالشراكة مع المجتمع المدني خصوصا الشباب في كل مجالات ترقية قيم المواطنة. وفي تصريح خصّ به "الشعب" أشاد نورالدين بن براهم الجهود المبذولة من طرف المنظمين والظروف الحسنة التي تطبع المخيم، الذي يهدف كما قال "إلى إدخال البهجة والسرور في نفوس المشاركين لاسيما الأطفال والفتية منهم، واكتشاف الكنوز الثقافية والتاريخية التي تحتوي عليها مدن الشمال الجزائري". ولاحظ ذات المتحدث، أن روح الانسجام مابين المجموعات الصغيرة والروح الجماعية ميزت أجواء هذا المخيم ، واعتبر بن براهم، أن المخيم يجسد بصدق البرنامج الذي سطره القادة لهذه الفعاليات واعتبره حتمية من حتميات العمل الكشفي الذي تمتاز به ولاية ادرار، باعتباره يمتاز بالروح العالية في التنظيم والانضباط وتحقيق المقاصد الكبرى. في سياق متصل، عبرت يمينة بن دبيش من فوج الهناء، عن سعادتها بهذا المخيم وذلك للظروف الحسنة التي سادت المخيم ، وقالت: "لم أر قط في حياتي أمواج البحر، وهذه هي المرة الأولى التي أراها"، وشكرت الكشافة الاسلامية الجزائرية التي أتاحت لها الفرصة للذهاب في هذا المخيم. الطائرة، القطار، المصعد الهوائي، اكتشافات وقالت أيضا لأول مرة أركب الطائرة والقطار والمصعد الهوائي.... كما اعجبت ايضا بالمعلومات والمهارات التي قدمت لها في المخيم، مثل انواع العقد والاسعافات الأولية والألعاب كالمعركة البحرية، والرالي الكشفي، وأعجبت ... بحديقة الحيوانات التي تحتوي على عديد الحيوانات كالغزال والظبي وحمار الوحش والأسد والقردة .... وقال الشبل يوسفي ايوب من فوج الحرية ان هذا المخيم لا يعتبر مخيم ترفيهي فحسب، بل هو مخيم تعليمي ترفيهي تكويني. كادي فاروق من فوج البصائر، قال: "أنا جد سعيد بهذا المخيم الذي رفع عنا الغبن فأنا ألعب وأمرح مع أصدقائي وأحبابي .....ويعتبر المخيم أكثر حماسة وكلما اشرق يوم جديد اعتبرته اول يوم من هذا المخيم فهي ايام مرحة لا يمكن نسيانها وتبقى في ذاكرتي ما حييت". مدوبي نسيبة، اوضحت انها في حماية تامة وقالت ارجو من عائلتي ان لا يقلقوا عليّ فأنا في سعادة تامة. ومن جهته، ظريفي ابو بكر من فوج الحرية قال: "كل يوم نتلقى معلومات ومهارات جديدة مخالفة لليوم الذي مضى كما عبر عن سعادته بالبرنامج المسطر"، فيما أوضحت زواق صفية قائدة الجوالات ان المخيم كان بمثابة مدرسة، تعلمنا منه الكثير مما زادنا خبرة اكثر، حيث تعلمنا معارف ومهارات كثيرة وحققنا من المخيم عدة اغراض السياحة والاستجمام والراحة والتثقيف. ومن جهتها مريم بايشي المسؤولة الفرعية عن قسم المرشدات، اعتبرت أن المخيم يجري في أجواء عادية مستقرة، وقالت اننا انسجمنا مع بعضنا البعض لنصبح عائلة واحدة. كما اعجبت بالأوضاع الجوية الجميلة التي تتميز بها المدن الساحلية، والتي انستنا المعدلات القياسية التي شهدتها ولاية أدرار خلال فصل الصيف. مسعودي عبد الكريم عضو لجنة الأنشطة والبرامج أوضح أن هذه الأخيرة سطرت برنامجا ثريا يمزج بين التقاليد والمعارف الكشيفية والجولات السياحية والاستكشافية والأنشطة والورشات. المكلف بالإعلام على مستوى المخيم مولود بلخير، بدوره أوضح أن لجنة الإعلام كانت فاعلة في هذا المخيم وكانت صوته الناطق في المخيم من خلال إذاعة المخيم التي تبث كل أخباره من خلال الاخبار والتقارير التي كانت تعدها اللجنة بالمناسبة، فضلا عن إعداد مطوية كل يوم تتضمن كل أخبار المخيم يوم بيوم ولحظة بلحظة. أبرز العرباوي عثمان المكلف بلجنة الصحة في المخيم، أنه تم تحضير كافة الوسائل والمستلزمات الخاصة من أدوية ومواد التضميد، حيث استقبلت اللجنة الصحية أزيد من70 حالة، مرضية وتنحصر أغلب الحالات في الزكام والسعال وارتفاع درجة الحرارة وذلك راجع للتغيرات الجوية التي لم يألفها المشاركون، حيث تم نقل 04 حالات للمستشفى للتشخيص الصحي. يبقى أن نشير أن المشاركين استحسنوا هذا المخيم وذلك للظروف الحسنة التي تميز بها من جميع النواحي، ولنوعية النشاطات والبرامج المسطرة فيه، كما استحسن الجميع المبادرة التي ساهمت بها وزارة الدفاع وذلك بتسخير طائرة لذهاب وإياب المشاركين من أدرار إلى الجزائر.