خيّم الدخول المدرسي الجديد بظلاله على الأسرة البومرداسية وكان أكثر وطأة على الأسر المعوزة التي عجزت خلال فترة قصيرة من مواجهة ثلاث مناسبات متتالية بدءا بشهر الصيام ثم عيد الفطر المبارك، ليأتي الدخول المدرسي ليقضي على آخر المدخرات من أجل تلبية طلبات أبنائهم المتمدرسين الذين هم بحاجة إلى لباس جديد مثل أقرانهم من أبناء الطبقة الميسورة وأدوات مدرسية يدخلون بها الفصل الدراسي دون الإحساس بالفوارق الاجتماعية.. توّقفت عقارب الساعة لدى رؤساء البلديات ببومرداس عند شهر الصيام، وقفة رمضان التي أسالت الكثير من الحبر بعدما تحولت العملية التضامنية البسيطة إلى انجاز كبير لمصلحة الشؤون الاجتماعية، وبانتهاء شهر الصيام انتهت معها مثل هذه المبادرات الإنسانية للتضامن مع أبناء العائلات المعوزة ومشاركتهم فعليا خلال الدخول المدرسي على الأقل من حيث التكفل ببعض الأساسيات التي يحتاجها التلاميذ في مثل هذه المناسبة. وقد علق نائب المجلس الشعبي البلدي لأولاد هداج، غرب بومرداس، السيد صالحي عبد الرحمان لدى رده على سؤال »الشعب« الخاص بطبيعة النشاط التضامني مع التلاميذ المعوزين مع بداية الدخول المدرسي، قائلا: بعد شهر الصيام بعدما كان للبلدية دور فاعل في الجانب التضامني مع الأسر المعوزة، لم نسجل في الحقيقة عمليات ملموسة في هذا الجانب، إنما كان الدور - يقول- ممثل البلدية للجمعيات وفعاليات المجتمع المدني التي قامت بعدة مبادرات ونشاطات تضامنية مسّت العديد من الأطفال المعوزين الذين استفادوا من حقائب وأدوات مدرسية ومآزر بمعنى كل ما يحتاجه التلميذ هذه الأيام من مستلزمات مدرسية، تضاف الى العملية التضامنية التي تقوم بها مديرية الشؤون الاجتماعية وولاية بومرداس التي تكفلت بالمنحة والأدوات المدرسية.. وأردف نائب المجلس البلدي لأولاد هداج قائلا: حتى وإن كانت المبادرة التضامنية مع التلاميذ المعوزين قام بها بعض الأفراد والجمعيات، فإن ذلك لا يعني أن السلطات البلدية كانت غائبة خلال هذا الدخول المدرسي الذي لا يشمل فقط الجانب الاجتماعي، بل هو عملية متكاملة من حيث توفير شروط أحسن داخل المؤسسات التعليمية التي تقع تحت مسؤولية البلدية انطلاقا من النظافة، الإطعام النقل وغيره من المتطلبات التي يحتاجها التلاميذ وفق قوله.. هذا وتبقى مبادرات مثل مجانية الكتاب المدرسي، المآزر والمنحة المدرسية التي استفاد منها عدد كبير من التلاميذ المعوزين، وصل بحسب مصادر من مديرية التربية لولاية بومرداس، إلى أكثر من 51 ألف مستفيد غير كافية بالنظر الى بعض العائلات المعوزة التي هالها واقع السوق اليومي، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية خاصة الكتب، مما دفعها إلى التحايل في هذا الجانب من خلال الاستعانة بالأقارب لعلّهم يحصلون على كتب قديمة بإمكانها تغطية جانب من هذا العجز والتوجه إلى التكفل بمصاريف أخرى كثيرة للتكفل الأمثل بأبنائهم.