تمر الأيام بحلوها ومرها، والجميل في هذا كله أن اللّه خلق للإنسان أياما يسرّ ويفرح فيها، كما يجب أن تكون مناسبة له كي يتذكر أشياء أخرى تهمه وتهم غيره، وهي عبارة عن توجيهات إلاهية تعني مكارم الأخلاق، وطرق تتبع لإسعاد الإنسان، وهذا عن طريق القيام بأعمال هي رموز في الأخير لزرع المحبة والأخوة والتآزر. هكذا يظهر العيد ويأتي كل سنة للإحتفال به، وليس القصد من ذلك مجرد فرح ومرح وتحرك ليس مدروسا، بل كما أشرنا سابقا العيد فيه عِبر وتصورات، ومن هنا وعلى مر الأيام تغيرت طرق الإحتفال بالعيد، ودخلت في الحسبان الكثير من الأشياء. في كل الحالات المعنى الأول بالعيد هو رجل المستقبل الطفل، لما يتصف به من امتلاك غريزة اللعب والمرح والسرور، والتحرك في مثل هذه المناسبة السعيدة. فهل وجهناه إلى طريقة الإحتفال حتى يبعد عن كل الشوائب والطقوس والعادات غير الملائمة، والتي كثيرا ما تتبع في مجتمعاتنا؟ المتتبع لما جاءت به تعاليم الدين الإسلامي السميح، تظهر أن هناك طرق للإحتفال تخدم الطفل والإنسان بصورة عامة لما فيها من قيم عالية وأخلاق حميدة، وتصورات راقية لهذه الطرق والتي لا نستطيع حصرها، فاللقاءات الحرارية المتمثلة في الزيارات للمرضى وللعائلات والصدقات بأنواعها، والعمل على إسعاد الطفل بتوفير وسائل المرح واللعب المدروس، حيث يجب اختيار أنواع اللعب مما يتناسب مع ما يخدمه في شتى المجالات مثل ألعاب المعلومات وألعاب التنزه. وبصورة عامة مما ينمي ملكة التفكير عنده ويسلّيه ويفرحه في الأخير، إلى جانب ذلك أصبح توجيهه في مثل هذه المناسبات أكثر من ضروري نتيجة توفر وسائل الترفيه المغرية والمتنوعة التي تجذبه إليها، فغرس القيم الدينية والأخلاقية في ذهنه لاسيما ما تعلق بهذه المناسبة هو واجب الآباء والمربيين. وما يجب ذكره هنا أن المعني بالعيد هو الصغير والكبير على السواء، إنما تبقى طرق الإحتفال هي المهمة، لأن العيد ثقافة تدخل ضمن ثقافات متعددة لأي كان، وهذا يؤدي بنا إلى القول أن هذا الموعد ليس طقوسا تقام ولا عادات تعاد وتتكرر كل مرة فقط، هي صحيح ذكريات ومحطات ولكنها يجب أن تكون احتفالا متحضرا ممزوجا بسمات وصفات أرادها الإسلام أن تكون رموزا يهتدى بها الإنسان، وبذلك يكون العيد رمزا وعِبر وذكريات. ------------------------------------------------------------------------