دعا خبراء ومختصون، إلى إعداد استراتيجية تجمع بين التكوين والتوجيه والمرافقة لمعالجة مشكل الشغل في الجزائر، مؤكدين أن المؤسسات الخاصة والخلاقة للثروة، أفضل الحلول للنهوض بالاقتصاد. واعتبروا أن الشاب الجزائري لديه الارادة والحس المهني، وفي حاجة إلى الدعم والوسائل لتطبيق مشاريعه على أرض الواقع. أجمع أمس، المشاركون في الندوة الوطنية ل « توظيف الشباب والاتصال في الجزائر» التي احتضنتها جامعة الجزائر 3، على ضرورة تحسيس الشباب وتوعيتهم بأهمية إنشاء مؤسساتهم الخاصة، عبر مختلف قنوات الاتصال، وتغيير نظرتهم السلبية للمستقبل وشرح سياسة التشغيل المسطرة من قبل الحكومة لقطع الطريق أمام الإشاعة ومحاولات التقليل من قيمة آليات التشغيل. وتساءل ، البروفيسور شمس الدين شيتور في مداخلته عن الأسباب الكامنة وراء تأخر الشغل والاقتصاد، وقال إننا نملك ثروات باطنية هامة ومناخ جيد وطاقات شبانية معتبرة، فما الذي ينقص، ليجيب بأن السلاح الوحيد يتمثل في المعرفة وتخريج أناس اكفاء قادرين على تسيير وخلق مؤسسات من الفكرة إلى التجسيد. واوضح أن التكوين يرتبط بالنظام التربوي الذي يجب أن يخضع لاصلاحات أساسية مرحلية، معتبرا أن الاستاذ أساس نجاح أي منظومة وعليه أن يكون في المستوى، مضيفا ان الجامعة في حاجة الى ان تخرج عدد معين من النخب القادرة على خلق العمل. وطالب شيتور بإعداد اسراتيجية تمتد ل 2030 ترسم مستقبل الشغل، مضيفا، أن لقاء الثلاثية يهتم بالمرحلة الأنية وليس المدى البعيد، واعتبر في تصريح ل «الشعب» ان المشاريع الكبرى الاكثر توفيرا للشغل في اوساط الشباب، وان التنمية المستدامة اساس خلق الثروة الى جانب الطاقات المتجددة التي تستطيع توفير 2 مليون منصب في بلادنا. اما الدكتور علي بوقربة، فعالج اشكالية الشغل من زواية غياب الوسائل اللازمة لتطبيق المشاريع، وغياب الكفاءة، قائلا « لدينا الأموال والبنى التحتية وعليه فإن قضية الكفاءة تطرح نفسها»، ودعا الشباب الى تحسين قدراتهم في طرق البحث عن العمل عبر كافة الوسائل الاتصالية المتاحة. من جهته، كشف نور الدين خذيم رئيس جمعية تطوري الحرف، ان الجامعة ليست مسؤولة عما بعد التعليم، وعلى الطلبة التفكير في مستقبلهم المهني وتسطير مشاريعهم الخاصة قبل التخرج، لكسب هامش من الزمن للتفكير وتجسيد رغباتهم ميدانيا، وارجع قلة الاقبال على آليات الشغل التي طرحتها الدولة الى غياب الاتصال، وأوضح ان الادارة في حاجة الى تفعيل تواصلها، لشرح ماتقوم به، وتفادي وقوع الشباب في فخ الاشاعة المروجة للصورة السلبية. وقال أن آليات التشغيل، مفتاح تحريك التنمية الاقتصادية، فيما تمثل المركبات الصناعية الكبرى عمود نهوض القطاع الصناعي. وفي سياق متصل، دعا عبد الوهاب حمينة مدير محضنة المؤسسات بجامعة سيدي بلعباس، إلى منح الدعم للمؤسسات المنتجة التي تجلب القيمة المضافة، وقال ان المؤسسات الخدماتية لن تساهم بالشكل المطلوب في دعم الصادرات وتذليل نسبة البطالة، لان الانتاج هو من يخلق المنصب.