يشهد المسرح الجهوي لمدينة الجسورالمعلقة قسنطينة سهرة اليوم افتتاح المهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته السابعة، وهو الحدث الثقافي المميّز الذي يستمر على مدار سبعة أيام حتى الرابع من أكتوبر القادم. حفل الإفتتاح والذي ينتظر أن يكون مميزا هذه السنة، جمهورا وفرقا مشاركة، يأتي بعدما دأبت قسنطينة على احتواء هذا المهرجان للعام السابع باعتبارها مهدا لنوبات، مقامات وطبوع المالوف لعهود كثيرة، حيث أثرى هذا الفن إبداعات وإسهامات العمالقة أمثال الشيخ علي حسونة ومعمر براشي وعبد الحميد بلبجاوي ومحمد الطاهر الفرقاني والمرحوم حسن العنابي. المهرجان والذي جاء تحت شعار "نبض المالوف في قلب العالم" يكرّم من خلاله في سهرة الافتتاح أحد أعمدة فن المالوف الشيخ "سي الحسن علي خوجة " المدعو "سي حسونة" باعتباره أحد الشخصيات الفنية التي تركت بصمة لن تمح من ذاكرة "المالوف والزجل" القسنطيني. فقد رأى الشيخ حسونة النور سنة 1896 بسيدي جليس أحد الأحياء العتيقة لمدينة قسنطينة، حيث نشأ في عائلة مولعة بالموسيقى الأندلسية، انضم صغيرا إلى حلقة الحنصالية فكانت له علاقت وطيدة بزعيمها الروحي سي أحمد بسطانجي، ورغم أنّه لم يتلق تعليما أكاديميا بل كان عصاميا نظرا لولعه الشديد بفني المالوف والزجل فقد أولى اهتماما كبيرا في البداية بالبحث في النصوص الأندلسية بعد سقوط غرناطة، بعدها تناولها غنائيا وأبدع فيها، حيث كان يحفظ عن ظهر قلب أكثر من 500 نص في الإشكال الغنائية المعروفة في المالوف والزجل مثل "الزموم سيكا، الزموم حسين...من أهم أعماله والتي لا تزال متداولة حتى اليوم "نوبة رصد الديل، والزجل البوري العود قد ترنم". الشيخ حسونة الذي رحل عن عالمنا في شهر ديسمبر 1974، اكتشف أصواتا فرضت نفسها على الساحة الفنية كان أشهرها وآخرها الحاج محمد الطاهر فرقاني الذي نقل عنه فنيا الكثير. وبعد هذا التكريم ستمتّع الفنانة والمغنية التونسية "دورصاف الحمداني" الجمهور الحاضر، حيث يعرف عنها امتلاكها للصوت النقي والقوي، فقد أقامت عددا من الحفلات وشاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية من بينها فرقة المعهد الرشيدي ومهرجان الموسيقى الأندلسية بغرناطة وإشبيليا، كما حصلت على العديد من الجوائز ك "الأسطوانة الذهبية لمهرجان الأغنية التونسية ((1996 والجائزة الثالثة لمهرجان الموسيقى العربية بالأردن ((1995. كما ستطرب المجموعة الوطنية للموسيقى الأندلسية الحضور ب " نوبات" ووصلات غنائية، كون هذه الفرقة المميزة تتشكّل من مجموعة من الموسيقيين الجزائريين المنتقين من مختلف المدارس المعروفة في التراب الوطني كمدرسة الصنعة بالجزائر العاصمة، الغرناطية بغرب البلاد والمالوف المعروفة في مدينة قسنطينة وولايات الشرق.