«الحرفي جندي لا يدافع على الحدود، بل على الهوية الجزائرية»، فهو إذا يحتاج اليوم الى تحفيز أكثر، ورد اعتبار لمهنته التي تجسد الكثير من مقومات الشخصية الجزائرية وتساعد في نفس السياق على التعريف بالمقصد الجزائري. وبغية رد الاعتبار لهذه الحرف أعلن أمس، وزير السياحة والصناعة التقليدية، محمد أمين حاج سعيد من منبر «ضيف الشعب»، أنه ابتداء من السنة القادمة، سيحتفل باليوم الوطني للحرفي، عوضا عن اليوم الوطني للصناعة التقليدية، كما سينظم أيضا للحرفي صالونا دولي خاص به، هذا كون الصناعة التقليدية تضم في طياتها الجانب الفني وصناعة المنتوج . وأكد ضيف «الشعب» أن نتائج دراسة عن قيمة مقتنيات السواح الأجانب من منتجات الصناعات التقليدية الجزائرية والتي أنجزت وفقا لعينة ضمت 1000 سائح، قد كشفت أن السائح الأجنبي يشتري خلال تواجده بالجزائر من 80 إلى 120 أورو من منتوجات الصناعة التقليدية، الأمر الذي يبين أن القطاع قابل لخلق ثروة اقتصادية حقيقية اذا ما دعم بالوسائل اللازمة لترقيته وفقا لمعايير السوق العالمية. وفي شأن آخر، كشف حاج سعيد، أن الطبعة ال 18 للصالون الدولي للصناعة التقليدية، قد فتحت المجال أمام العارضين لتسويق منتجاتهم وبيعها للزوار، فيما يسمح للعارضين الأجانب الاتجار بسلعهم في إطار لا يتعدى 10 ألاف أورو لكل بلد. والى جانب العمل اليوم على وضع المكانيزمات اللازمة لتطوير الصناعة التقليدية بالجزائر، ومساعدتها على الدخول وبقوة في الأسواق العالمية، عن طريق إشراك الحرفي في كل الصالونات الدولية، يرى حاج سعيد، أن العمل الترقوي ينطلق أساسا من الداخل ويرتكز على إشراك الجمعيات المحلية في عملية التحسيس وتطوير الصناعة التقليدية والحفاظ على المهن. ولا يقتصر العمل على المساعدة على التكوين، والتسويق والمشاركة في المعارض والصالونات، تسعى وزارة السياحة والصناعة التقليدية على خلق مجال للمنافسة تحت الحرفيين على الإبداع وإخراج أسمى قدراتهم، عن طريق الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية. وقد أصبح هذا التقليد السنوي، بمثابة ملتقى للإبداع والفن وإبراز المواهب وتكريس المهن التي صنعت تاريخ الحرف الجزائرية على مر السنيين، بحيث ستكون له طبعة جديدة اليوم بإقامة جنان الميثاق من خلال حفل يكرم فيه أحسن الحرفيين والصناع التقليدين على مستوى الجمهورية لسنة 2013.