دخلت أمس المفاوضات بين مجموعة «5 + 1» وإيران يومها الثالث في ظل استمرار الخلافات التي تحول دون التوصل لاتفاق مؤقت يمهد لتسوية نهائية لملف إيران النووي، في وقت لوحت واشنطن باللجوء إلى مزيد من العقوبات على طهران في حال عدم التوصل لاتفاق في المفاوضات الحالية. ورغم أن المحادثات تجري في جلسات مغلقة وفي سرية كبيرة تشير التصريحات التي صدرت في اليومين الأخيرين إلى أنه لا تزال هناك خلافات بشأن النقاط الرئيسية لكن الجانبين يبذلان جهودا من أجل تقريب المواقف. وكان نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي أكد أنه لم يتم تسجيل «أي تقدم» على صعيد حل نقاط الخلاف دون توضيح هذه النقاط. وبالموازاة مع ذلك شرعت واشنطن في ممارسة ضغوط على الطرف الإيراني حيث هدد أعضاء من مجلس الشيوخ بتمرير حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على إيران. فيما لوحظت استعدادات لوجستية في جنيف تؤشر على التوجه إلى تمديد المفاوضات إلى غاية اليوم، ما يعني حضور وزراء خارجية الدول الست المخولين توقيع اتفاق. لقد بات مؤكدا أن المفاوضات حققت قدرا من التقدم خلال اليومين الأولين حيث تقلص عدد النقاط المختلف عليها، غير أن إصرار إيران على اعتراف الدول الست صراحة بحقها في تخصيب اليورانيوم لم يلاقي مرونة في التعامل معه. وقالت مصادر من مجموعة الست أنه ربما اقتربوا من اتفاق مؤقت على خطوات بناء الثقة لإنهاء المواجهة المستمرة منذ 10 سنوات وإبعاد شبح حرب واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط بسبب طموحات إيران النووية. من جهة أخرى تواصل إسرائيل حملة انتقاد عرض تخفيف العقوبات المفروضة على إيران، وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي «نعتقد أنه ليس اتفاقا مفيدا وربما يكون مضرا.. نحن بالتأكيد مهتمون بتحسينه قدر الإمكان. لكن حتى الذين يؤيدون الاتفاق يقولون أن الهدف الوحيد منه هو كسب الوقت».