اهتزت مدينة فولغوغراد جنوب غرب روسيا صباح أمس الاثنين، على وقع تفجير ثان استهدف حافلة للنقل العام أوقع 15 قتيلا وإصابة أزيد من 23 آخرين، ليرتفع عدد ضحايا تفجيرين ضربا المدينة خلال اليومين الماضيين إلى 32 ما أدى إلى استنفار القوى الأمنية عبر كافة تراب الفيدرالية وإلى إدانة دولية واسعة للهجومين الإرهابيين. واستنادا إلى المتحدث الرسمي باسم سلطة التحقيق، فإن تفجير، أمس، الذي وقع بعد 24 ساعة من تفجير ضرب مبنى محطة السكك الحديدية بنفس المدينة الأحد أدى إلى تدمير الحافلة بشكل شبه كامل حيث وقع الهجوم بساعة الذروة الصباحية أثناء مرور الحافلة بإحدى المناطق الأكثر ازدحاما بالمدينة في شارع يربط بين سوق شعبي ومركز تجاري. ووصفت مصادر في أجهزة الأمن التفجير بأنه عمل إرهابي نفذه انتحاري. وكان مبنى محطة السكك الحديدية في مدينة فولغوغراد القريبة من منطقة القوقاز الروسي المضطربة تعرض بعد ظهر الأحد إلى تفجير مماثل نفذته انتحارية بالقرب من جهاز الكشف عن المعادن أسفر عن مقتل 17 قتيلا وأزيد من 40 جريحا. و رفعت السلطات الروسية حالة التأهب الأمني في محطات السكك الحديدية والمطارات بمختلف أنحاء البلاد، بينما أصدر حاكم فولغوغراد قرارا يقضى بتطبيق حالة التأهب القصوى في المنطقة لمدة 15 يوما، ورفع حالة الاستعداد إلى اللون الأصفر الذي يمثل تهديدا بوقوع أعمال إرهابيه محتملة. كما أعلنت السلطات الروسية بمقاطعة فولغوغراد، الحداد العام على أرواح ضحايا التفجير الإرهابي لمدة ثلاثة أيام إبتداءا من الفاتح من شهر جانفي القادم والى غاية الثالث منه. ويشار إلى أن مدينة فولغوغراد القريبة من منطقة القوقاز كانت مسرحا يوم 21 أكتوبر الماضي لتفجير انتحاري استهدف حافلة ركاب أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة نحو 40 آخرين. وفولغوغراد الواقعة في أعلى منطقة شمال القوقاز بروسيا هي شريط من الأقاليم ذات الغالبية المسلمة، وتضم جمهوريات مضطربة أبرزها الشيشان وداغستان وأنغوشيا التي شهدت العديد من الهجمات التي يشنها مسلحون ضد الشرطة والقوات الإتحادية والمسؤولين المحليين. وتثير الهجمات المتتالية تساؤلات عن مدى فعالية إجراءات الأمن التي يأمر الكرملين بتشديدها على نحو معتاد بعد التفجيرات. وعلى إثر التفجيرين اللذين ضربا روسيا، سارعت عديد من العواصم والمنظمات الدولية إلى إدانة الهجومين وأكدت وقوفها إلى جانب روسيا في حربها ضد الإرهاب. وكانت الجزائر من أوائل الدول التي أعربت على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني عن إدانتها «بشدة» للهجوم الانتحاري الدامي الذي وقع بمحطة قطار فولغوغراد. ومن ناحية ثانية، لقي ثلاثة مسلحين مصرعهم وأصيب شرطيان بجروح في اشتباك وقع، أمس، في جمهورية قبردين بلقاريا القوقازية بجنوبروسيا.