معرض للكتاب الأمازيغي، أماسي شعرية وأفلام حول الهوية الثقافية الأمازيغية، مع محاولة تقديم صورة مقربة للجمهور العريض عن خصائص المناسبة ومغزاها التاريخي والثقافي كجزء من الهوية والشخصية الوطنية. سطرت دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، بالتنسيق مع مديرية الثقافة، برنامجا ثريا للاحتفال برأس السنة الأمازيغية المصادفة ل12 جانفي من كل سنة، المعروف محليا بيناير، الذي يظل راسخا في الذاكرة الجماعية من خلال طريقة الاحتفاء التي بقيت تقيلدا سنويا لا يمكن إغفاله، على الرغم من تراجع ثقل المناسبة لدى الجيل الجديد مقارنة مع الأجيال السابقة التي جعلت منه رمزية اجتماعية وثقافية خاصة. تضمن البرنامج المسطر من طرف دار الثقافة، الممتد من 11 إلى 13 جانفي الحالي، عدة أنشطة ثقافية وفكرية، حيث ستكون البداية بتنظيم معرض للكتاب الأمازيغي ومعرض يبرز الموروث المادي واللامادي الخاص بولاية بومرداس من تقديم عدد من الجمعيات الثقافية الناشطة على مستوى بلديات الولاية، إضافة إلى حضور بارز لحرفي الولاية الذين سيقومون بعرض مختلف المنتجات التقليدية التي تميز المنطقة. كما برمجت دار الثقافة أيضا بهذه المناسبة، أمسية شعرية من تنشيط شعراء محليين من أمثال اوداش بلعيد، احمد خطابي، حجيمي احمد وأحسن خرابي، مع تخصيص برنامج خاص للأطفال على مستوى فضاء المستقبل يشمل مسابقة فكرية حول المناسبة وتاريخها، وعرض فيلم يتناول الهوية الثقافية الأمازيغية وما تزخر به من تنوع وثراء، في حين سيكون الجمهور في اليوم الثاني من التظاهرة الاحتفائية على موعد مع مداخلة حول طبيعة المناسبة بعنوان: «طقوس الاحتفالات بيناير بمنطقة القبائل»، تليها استعراضات فولكلورية حول الرقص الشعبي الأمازيغي تقدمها فرقة «تازيبة» لولاية تيزي وزو، ثم عرض ثانٍ من تقديم فرقة «اضبالن»، على أن يكون حفل اختتام اليوم الثاني بتقديم حفل فني قبائلي يقدمه المطرب»أحمد شرقي». أما اليوم الثالث والأخير من التظاهرة، فخصص لعرض جملة من الأنشطة المسرحية والسينمائية، حيث سيكون عشاق الفن الرابع على موعد مع مسرحية «ثفاث ذاشقيق نطلام» من تقديم تعاونية المسرح «مشاهو»، ثم عرض فيلم سينمائي بعنوان «أساذ وزاكاذ» للمخرج رابح ديشو من بلدية برج منايل. وعن أهداف التظاهرة فقد جاءت، بحسب المنظمين، بهدف التعريف بالعادات والتقاليد الضاربة في أعماق التاريخ التي واكبت عملية الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة، مع محاولة تقديم صورة مقربة للجمهور العريض عن خصائص المناسبة ومغزاها التاريخي والثقافي كجزء من الهوية والشخصية الوطنية. عرائس القاراقوز للاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟! من المفارقات الكبيرة التي أطلت بها دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس، هو اختيار عروض البهلواني وعرائس القاراقوز للاحتفال بمناسبة عظيمة هي المولد النبوي الشريف، ولمن؟... للأطفال والأجيال الصاعدة التي سطرت بفضاء المستقبل بتاريخ 14 جانفي القادم تاريخ مولد أفضل خلق الله. على الرغم من تزامن المناسبتين، إلا أن كفة يناير قد مالت على حساب ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث نال يناير على أهميته الاجتماعية حصة الأسد من الأنشطة الفكرية والمحاضرات ومختلف العروض السينمائية والفكرية، وكأنّ ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد «ص» لا تليق بها مثل هذه الأنشطة، خاصة وأن دار الثقافة على بعد أمتار من جامعة أمحمد بوقرة وغيرها من المعاهد الأخرى. كان بالإمكان تنظيم مداخلات وأنشطة فكرية يستفيد منها الجميع من طلبة وتلاميذ المدارس، من أجل التعريف أكثر بالمناسبة وطرق الاحتفاء بها بطريقة تربوية هادفة بعيدا عن المفرقعات والمظاهر السلبية التي شوهت المناسبة أكثر ما نفعت، ومحاولة غرس خصائص السيرة النبوية الشريفة في نفوس الأجيال الصاعدة لتهذيب النفوس وبناء الشخصية المتزنة.