تصاعدت حمى رئاسيات أفريل 2014 بعد إعلان وزير الداخلية والجماعات المحلية عن قرب استدعاء الهيئة الناخبة التي ستكون بمثابة صفارة انطلاق السباق نحو قصر المرادية وهو الاستحقاق الذي يأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الجزائريين والخارج خاصة وأنه يتزامن مع تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي. اتضحت الرؤية بنسبة كبيرة حول الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد 3 أشهر حيث انقسمت الساحة السياسية إلى قسمين جزء منها يتمثل في الأحزاب الكبيرة على غرار حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر، وأحزاب أخرى تسعى لإقناع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالترشح لعهدة رئاسية جديدة. ورفعت معظم الأحزاب من وتيرة طلبها مبررة لجوئها لمنهج الاستمرارية إلى الظروف الدولية والإقليمية التي تحيط بالجزائر وتتطلب رجل صاحب حنكة وتجربة للوصول بالبلاد إلى بر الأمان وتفويت الفرصة على المتربصين بسلامة الجزائر واستقرارها بمحاولة اثارة نار الفتنة. كما أن مسار المصالحة الوطنية والتحولات الاجتماعية الداخلية تفرض الدفاع عن خيار الاستمرارية ومنح عهدة جديدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يحظى بقبول شعبي كبير. وشرع حزب جبهة التحرير الوطني في تعبئة قواعده النضالية بعد أن استعرض عضلاته في تجمع شعبي حضرته 48 ولاية بتأكيد إرادة ورغبة الحزب في تقديم رئيسه الشرفي لخوض الرئاسيات القادمة، واعتبره مرشحه الوحيد. يحدث هذا في ظل الحديث عن رغبة علي بن فليس في إعلان ترشحه يوم الأحد المقبل حيث سينشط ندوة صحفية بفندق الهيلتون للتطرق إلى مستجدات الساحة السياسية ورد فعله حول مختلف القضايا، وهو الذي تحاول الكثير من الأطراف الرهان عليه للترشح بعد أن أكد في العديد من المرات عن تريثه في الفصل في هذه القضية في صورة تجعل حالة الترقب تتواصل وتستمر حول نية هذه الشخصية في خوض غمار المنافسة. وتبقى أحزاب التيار الإسلامي تعيش حالة تيه لا مثيل لها بسبب حرب الزعامات والصراعات الداخلية. فعبد الله جاب الله الذي حافظ على توجهه والذي لم يستطع التعايش مع مختلف التيارات المتواجدة في ظل عدم ثقته فيها بعدما عاشه من قبل في حركة الإصلاح وكذا عدم استقرار العديد من المناضلين على رأي موحد. وهو ما دفعه للتخندق بشخصه وضمان حضور إعلامي صنع له الفارق عن الأحزاب الجديدة ومكنه من اكتساب بعض «الشرعية» بالمقارنة مع الكثير من الشخصيات الأخرى لكنه بقي بعيدا عن مستوى التأثير على رأي عام يضمن له مرتبة محترمة في الرئاسيات. وستكون أصوات التيار الإسلامي في المزاد خاصة في ظل اتساع الهوة بين جهيد يونسي وعبد الرزاق مقري وفاتح ربيعي المحسوبين كقادة هذا التيار وهو ما قد يفضي لعدم ترشح أي أحد منهم ،وحتى مقري الذي تجرأ على نيته في الترشح فكانت المعارضة الأولى من داخل حزبه وهو ما قد يؤدي للمزيد من الشرخ. وما هو مضمون لحد الآن هو ترشح موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، وسفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد، وطالب رئيس الحزب الوطني للتضامن والتنمية وتريث لويزة حنون رئيسة حزب العمال وبعض الشخصيات الأخرى التي ستجد نفسها أمام اختبار جمع 75 ألف توقيع.