انتهت جل الأحزاب من عقد مؤتمراتها الوطنية التي تعد مرحلة هامة لجسّ نبض القواعد والاستفادة من هدنة التمردات الداخلية لها، وحالات العصيان بالنظر لخلوّ الساحة من الاستحقاقات التشريعية والمحلية التي تثير المشاكل الداخلية بسبب القوائم، وبالتالي قرب موعد الرئاسيات سيجعل من رؤساء الأحزاب في مأمن ومنه توفير كل جهودهم في الترشح أو دعم مترشح معين أو المقاطعة في أسوأ الأحوال. عبّر التجمع الوطني الديمقراطي عن مساندته لترشح عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة رئاسية جديدة، موضحا بأنه يفضل الاستقرار والاستمرارية بسبب التحولات الوطنية والإقليمية والدولية التي تتميز بكثرة المخاطر والمؤامرات التي تحتاج لحنكة وتجربة رجل مثل الرئيس للوصول بالجزائر الى بر الأمان. ويسير تجمع أمل الجزائر «تاج» على نفس خطى الأحزاب ذات الأغلبية من خلال حشد الدعم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وإظهار انجازاته خاصة المصالحة الوطنية التي يعتبرها عمار غول حجر الزاوية التي يجب أن يبنى عليها كل شيء حيث سمحت للجزائر من تجاوز أصعب مرحلة في تاريخها بعد الاستقلال. ويعمل حزب جبهة التحرير الوطني على مواصلة نشاطاته عبر مختلف ربوع الوطن لطمأنة قواعده ومحاولة حل مشاكله المتوارثة عن المرحلة السابقة حتى يمهد الطريق لإنجاح الرئاسيات التي يحاول «الأفالان» استغلالها لتأكيد قوته واكتساح الساحة السياسية من جديد ومنه تمهيد الطريق لاسترجاع مكاسبه المفقودة في الانتخابات السابقة. وتبقى حركة مجتمع السلم غير مستقرة على رأي فبين محاولات رئيسها عبد الرزاق مقري للترشح وتمثيل الحركة في الرئاسيات والبحث عن التخندق مع عديد الأحزاب للتوافق حول مرشح معين تكون الحركة قد فقدت لقوة الفصل في القرارات التي كانت من قبل واضحة جدا فالزعيم الروحي للحركة الراحل محفوظ نحناح ما زال مثالا لخدمة المصلحة العليا بالرغم من توجهه الإسلامي بينما تخندق أبو جرة مع السلطة وكان لاعبا أساسيا رغم الانتقادات والعواصف، بقي مقري في مفترق الطرق ينتظر أي اتجاه أنسب للحركة في زمن انهار فيه التيار الإسلامي، وذهبت المعارضة أدراج الرياح بفعل غياب مخططات وبرامج واضحة تكون قيمة مضافة لنشاطها وشعبيتها. والغريب في الأمر، أن العديد من الأحزاب، ظهرت تائهة ولم يظهر اندفاعها الذي كان قبل الاعتماد ووقعت بدورها في فخ الخطاب الروتيني وانتقاد السلطة، وانتظار مبادرات الغير لإبداء الآراء في صورة تهريجية، أساءت كثيرا للطبقة والعمل السياسي.