تستعد ولاية الجزائر لاستلام مشاريع هامة، من شأنها المساهمة في فك الاختناق والتقليل من حركة المرور، كما برمجت أخرى ذات أهمية إستراتيجية واثر مباشر على النمط المعيشي للمواطن، الذي سئم الاكتظاظ وقضاء ساعات طويلة في طوابير السيارات وشاحنات نقل البضائع، وباشرت السلطات التنفيذية في مخطط شبه استعجالي لتسريع عملية الخلاص من هذه الكوابيس وان تم ذلك بشكل تدريجي. يشكل التوجه نحو تكثيف استغلال السكك الحديدية، ووسائل النقل الجماعي الحديثة من والى داخل العاصمة، صلب اهتمام وزارة النقل والسلطات الولائية، وفي هذا الإطار قام الوزير عمار غول، رفقة الوالي عبد القادر زوخ، زيارة معاينة ومتابعة ميدانية لعدد من المشاريع المتواجدة على الجهات الأربع للعاصمة، وكانت البداية بميناء الجزائر، أين أعطيت إشارة انطلاق مشروع «تسييجه»، والاطلاع على الدراسة الخاصة بالعملية الهادفة لتأمينه أكثر، وفي ذات النقطة تم تقديم مشروع نقل الحاويات عبر السكة الحديدية للميناء الجاف بالرويبة. وقال غول، أن «تعليمات صارمة أعطيت لضرورة التوجه لنقل الحاويات عبر السكة الحديدية، لتخفيض الضغط المروري» مضيفا، «أن كل حاوية تصل للميناء تنقل مباشرة إلى الميناء الجاف بالرويبة، لتوزع بعدها إلى ولايات الوطن عبر الوسيلة ذاتها». وفي أواخر أفريل المقبل، ستنتهي مظاهر التدافع من أجل الظفر بمقعد في حافلات نقل المسافرين بين باب الوادي وبوزريعة، وسيختصر المواطنين ساعات الانتظار وسط الازدحام إلى دقائق معدودة، وفي مقاعد مريحة تمكنهم اكتشاف أحيائهم من الأعلى، فمحطة بواد قريش التيليفريك (المصعد الهوائي) بلغت نسبة معتبرة من الانجاز، وتستلم بعد أقل من ثلاثة أشهر. وسيسمح المشروع الذي رصد لانجازه قيمة 3 ملايير دينار، ل 2400 مسافر بالانتقال بين واد قريش - بوفريزي - بوزريعة في ساعة واحدة، كما سيوفر 50 منصب شغل، شدد كل من الوزير عمار غول، ووالي العاصمة عبد القادر زوخ على منحها لأبناء الأحياء المجاورة، وفق ما تمليه التعليمات. وأمر غول، في حديثه مع القائمين على المحطة، بأن يكون دخولها حيز الخدمة متزامنا مع توفير المرافق الضرورية لضمان راحة المواطنين، وكذا إعطاء عناية خاصة للجانب البيئي ونظافة المحيط، وكشف عن توظيف أعوان لمرافقة ومساعدة الأشخاص المسنين، وذوي الاحتياجات الخاصة. وأعلن عن الانطلاق في انجاز خط تيليفريك جديد، بين باب الوادي وزغارة، وتمتاز هذه الوسيلة باختصار الوقت، ونقل أكبر عدد ممكن من المسافرين في ظرف وجيز وفي ظروف مريحة للغاية، واثبتت التجارب في بعض الولايات، نجاحا باهرا وإقبالا كثيفا من قبل المواطنين، ولاشك أنها ستساهم بشكل ملحوظ في التخفيض من حركة المرورة وتحسين نوعية النقل. وفي الشراقة، ظهرت نية الدولة في تسوية وضعية مدارس السياقة وتحسين شروط المتربصين، حيث دشن وزير النقل المحطة الجديدة الخاصة بها، ووصفها عمار غول «بالمشروع النموذجي الذي نريد توسعته محليا عبر بلديات العاصمة ووطنيا لجميع الولايات»، واستحدثت المحطة شركة النقل الحضري «ايتوزا» التي تشرف عليها خدمات خاصة بالمعاقين، وأثنى الوالي زوخ رفقة الوزير، على تخصيص هذه الفئة بتعليم السياقة. وفي ذات النقطة، اقترب بعض المواطنين يقطنون بحي سيدي حسان بالشراقة، من عمار غول وعبد القادر زوخ، مجددين انشغالاتهم الخاصة بالسكنات، منتقدين رفض رئيس البلدية الذين ساندوه في الانتخابات استقبالهم، ليؤكد الوالي المنتدب للدائرة والوالي على دراسات طلباتهم واتخاذ إجراءات تضمن حقوق جميع المواطنين كما قال زوخ. وفي صورة تتكرر يوميا بالعاصمة، ماعدا نهاية الأسبوع، تعبر آلاف المركبات التي تخنق الطريق السريع الرابط بين الشراقة وبرج الكيفان، خاصة في بعض المقاطع كبن عكنون، عن مدى التشبع الذي بلغته حظيرة السيارات بالولاية، وتؤكد على الضرورة الملحة لاتخاذ تدابير لازمة للتقليل من ذلك. ويعتبر الترامواي، احد أهم هذه التدابير الواجب توسيعها وإيصالها إلى مختلف الضواحي، وببرج الكيفان أعطى وزير النقل رفقة الوالي، إشارة انطلاق التجارب الأولية للخط الممتد إلى غاية «قهوة الشرقي» بدرقانة على مسافة 9 كلم، على أن يدخل حيز الخدمة نهاية مارس المقبل. وجدد عمار غول «أننا شددنا على ضرورة الاستعجال في استغلال هذا الشطر مطلع أفريل» وأكد على مواصلة الأشغال وتحسين الدراسات من شارع المعدومين وبئر مراد رايس». وأعلن الوزير، عن وجود مشاريع أخرى، كالمترو الذي سيربط وسط العاصمة بمطار الجزائر الدولي، والمحطة الجديدة للمطار وحظائر كبيرة للسيارات على المداخل الرئيسية، كلها تساعد على تنظيم وضبط حركة المرور.