عاين الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، عددا من المشاريع التنموية، بولاية تيسمسيلت، خلال زيارة العمل والتفقد التي قام بها على رأس وفد وزاري هام، وأعطى تعليمات وملاحظات لتحقيق النتائج المنتظرة من البرنامج والأغلفة المالية المخصصة للمنطقة، ورفع العزلة عنها وتحسين حياة المواطنين. وقف الوزير الأول، على واقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تسمسيلت، وأشرف على إطلاق مجموعة مشاريع جديدة، من شأنها إعطاء اللبنة الأولى لانتقال الولاية إلى حال أفضل، فرغم استفادتها من غلاف مالي قدره 223.4 مليار دينار، خلال الخماسيين الماضيين، إلا أنها لازالت في نظر مواطنيها وقاصديها من أفقر الولايات على مستوى القطر الوطني. وحتى وإن الأرقام التي تتحدث عن بطالة مرتفعة في أوساط الشباب صحيحة، فإن الأراضي الفلاحية الشاسعة التي تحيط بالمدينة من الجهات الأربع، تكشف عن إمكانيات كبرى تسمح لتسمسيلت أن تتبوأ مرتبة متقدمة في الجانبين الزراعي والصناعي. وبدأت الولاية رقم 38 تكتسب المنشآت الضرورية لذلك خاصة في ميدان الموارد المائية، على غرار المحطة الأحادية الكتلة لمعالجة المياه ببلدية بالرجم من سد بوزقزة، والتي كانت المحطة الأولى في زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال، قبل أن يتوجه لأحد أهم المشاريع الكفيلة بفك العزلة التي تعرفها الولاية، ويتعلق الأمر بورشة إنجاز الخط الجديد للسكة الحديدة الرابط بين تسمسيلت وبوغزول بالمدية على مسافة 139.7 كلم، كما اطلع على الدراسة الخاصة بالإنجاز الطريق السريع الرابط بين خميس مليانة والولاية وصولا إلى تيارت على مسافة 160 كلم. ولاشك أن هذه المنشآت التحتية تكتسي ضرورة قصوى، لفك العزلة وتسهيل ربطها بالولايات المجاورة والى غاية العاصمة، مثلما أكده وزير النقل عمار غول، ما سيمنحها أهمية إستراتيجية أكبر في خارطة التنمية الجهوية، بعدما ظلت لسنوات شبه معزولة وسط حدود ولايات عين دفلى والشلف، المدية، تيارت وغليزان، فما اعتبره السكان تهميشا، سينتهي خلال سنتين أو أكثر بقليل، عند استلام بقية المشاريع التي سجلت في إطار البرنامج التكميلي الجديد، وتضع الدولة مخططات ضخمة لفك العزلة عن جميع مناطق الوطن. وبعد إعطائه إشارة انطلاق تشغيل محطة تصفية المياه المستعملة، والتي ستوجه بالخصوص إلى القطاع الفلاحي، تفقد الوزير الأول، مشروع إنجاز 2000 مقعد بيداغوجي على مستوى المركز الجامعي، يضاف إلى 6000 مقعد الموجودة حاليا. وهنا انتقد المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، الإستراتيجية المتبعة في إنشاء التخصصات الجامعية للطلبة، وقال أن ذلك يجب أن يتكيف ومحيط المنطقة» فتسمسيلت ولاية فلاحية وصناعية من الضروري خلق تخصصات تتماشى وهذه البيئة لان أبنائها المتخرجون هم من سيخدمونها» وأضاف متسائلا» ماذا سيقدم الطبلة المتخرجين في الحقوق للولاية، فهذا التخصص يؤدي إلى بيروقراطية أكبر، ولابد إنشاء شعب تكنولوجيا وزراعة وصناعة». وأكد لمسؤول المركز الجامعي، أن «هذه الملاحظات تعليمات صارمة للدولة الجزائرية خلقت لتطبق دون أي نقاش»، وعن طموح تحويل المركز إلى جامعة قال وزير التعليم العالي والبحث العالمي، أن ذلك مرتبط بمطابقة المعايير فوجود أستاذ واحد فقط بدرجة بروفيسور غير كافي ولابد من وجو أكثر من 7 أساتذة محاضرين على الأقل. الوزير الأول، حرص على إنشاء مرافق ترفيهية وضرورية للطلبة على مستوى الإقامة الجامعية، منبها إلى مراعاة المعايير الفنية والتقليدية في عملية التشييد، وتسخير أحسن الظروف للطلبة من أجل التحصيل العلمي. واختتمت الزيارة الميدانية، بتفقد مشروع إنجاز 300 / 800 / 200 مسكن عمومي إيجاري، أين دعا سلال، إلى إعادة النظر في الدراسة الخاصة بالمناطق الخضراء لتوسيعها وشدد على مراعاة الجانب الجمالي الحضري للبناء، واستمع في الفترة المسائية لانشغالات المجتمع المدني للولاية وأجاب عن مختلف تساؤلاتهم، مطمئنا بتسخير الدولة لكامل طاقتها من أجل تحسين الواقع المعيشي لجميع الجزائريين من بينهم مواطنو تسمسيلت.