عرف اليوم الثاني من المعرض الدولي لموردي الخدمات والمنتوجات البترولية بحاسي مسعود، إقبالا محسوسا للزوار المهنيين المهتمين بالاطلاع على آخر مستجدات الصناعة البترولية داخل وخارج الجزائر، في ظل التطور التكنولوجي متسارع الوتيرة، إلى جانب بعض طلبة فرع المحروقات من جامعة ورقلة التواقين للتقرب أكثر إلى المؤسسات الناشطة في الميدان للحصول معلومات تطبيقية تهمهم. في هذا الإطار، عرفت بعض أجنحة المؤسسات المشاركة إقبالا من ممثلي المؤسسات المتوسطة والصغيرة وكذا شركات المناولة بحثا عن عروض ترضيهم بغية الرقي بمنتجاتهم وتعزيز تواجدهم في السوق الوطنية في ظل المنافسة الشرسة، لاسيما من طرف الشركات الأجنبية الفرنسية والصينية. وإلى جانب ذلك، شكلت التظاهرة فرصة من ذهب بالنسبة لطلبة جامعة ورقلة كلية المحروقات، حيث تؤكد إيمان وزميلتها هاجر، تخصص الإنتاج المهني، أن الصالون سمح لهم بالاطلاع على آخر التطبيقات المكرسة في الميدان، لاسيما في التخصص الذي يدرسانه، خاصة لدى المؤسسات الأجنبية التي حملت معها الكثير من الجديد لم يدرسوه، وهو أثار فضولهم والتقرب من العارضين. وعلى الهامش، شكلت الطاقة المتجددة والأخطار المرتبطة بها موضوع ندوة نقاش نشطها الخبير ريمي بوي، على مستوى المعهد الوطني للمحيط الصناعي والأخطار «إينريس»، باعتبارها الخيار البديل بعد نفاد الطاقة الباطنية، والأكثر استدامة، كونها صديقة للبيئة، غير أن هذا لا يعني عدم احتمال وقوع حوادث وانفجارات قد تؤدي بأخطار مادية وبشرية. في هذا الإطار، كشف ريمي عن مشروع شراكة مع مؤسستين وطنيتين من القطاع الخاص «إيمي سرفيس» و»لاك إيلاك» لإنشاء مؤسسة فرعية بالجزائر، بالتعاون مع المعهد الفرنسي العمومي «إينريس»لمحاربة الأخطار ولتأمين العتاد الصناعي والبترولي والغازي، تزامنا مع تجسيد مشاريع الطاقة المتجددة بتعزيز الوقاية من الأخطار والنشاطات الاقتصادية التي تمس بالصحة وأمن الأشخاص وبالمحيط. وبحسب ريمي، ستسمح هذه الشراكة بتكوين أشخاص يتولون إصلاح العتاد المعرضة لخطر انفجار، من خلال تحسيسهم بالأخطار المتعلقة بالاستعمال في هذا المجال عبر ما يعرف بحماية العتاد، إلى جانب مراجعة المؤسسات لخدمات الإصلاح من خلال التدقيق ومراقبة الإمكانات التقنية والمادية لخدمات الإصلاح، ناهيك عن تقييم الأشخاص المكلفين بإصلاح العتاد أو التجهيزات بطريقة نظرية وتطبيقية التي قيد التدقيق من خلال منحهم «شهادة الكفاءة». وبحسب كمال قايد يوسف، المدير العام لمؤسسة «إيمي سرفيس»، التي تعد أحد فروع مؤسسة فرنسية، تملك الجزائر حصة فيها، ينتظر أن يتم تجسيد هذا المشروع في شهر أفريل، خاصة وأن المعهد يقدم جملة من التقنيات الجديدة التي من شأنها التقليص من الأخطار بما فيها الانفجارات المختلفة، والتي تم تقليصها في العالم إلى 7 من المئة. وعشية التظاهرة، نظمت «لاكات للتأمينات» هي الأخرى ندوة نقاش، جاءت تزامنا مع مشاركتها في التظاهرة لثالث مرة كعارضة وكراعية للصالون، حيث استعرض المدير العام، يوسف بن ميسية، حصيلة نشاط المؤسسة، موضحا أن 53 من المئة من رقم أعمالها مخصصة لتغطية الأخطار الصناعية، حيث وصل تغطية حادث حريق مصفاة سكيكدة إلى 450 مليون دج في 2005. وبحسب بن ميسية، تهدف «لاكات» من مشاركتها للمرة الثالثة إلى تحسيس المؤسسات عن قرب بعملية التأمين الذي يعرف تطورا ملحوظا في السوق الوطنية، لاسيما بعد تحرير سوق التأمينات، حيث وصل عدد المؤسسات الناشطة في هذا المجال إلى 23 شركة تأمين. علما أن رقم الأعمال المحقق خلال السنة الفارطة وصل إلى 113 ملياردج، وهو الرقم الذي لم يكتمل بعد.