هو أحد العلماء المصلحين الذي رفض مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر التحاقه بصفوف المجاهدين، لأنّ جهاده بالعلم أعظم شأنا من حمل السّلاح. هو أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن ربيح بن محمد بن عبد الرحيم بن سائب بن منصور بن عبد الرحيم بن أيوب بن عبد الرحيم بن علي بن رباح....إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله صلى اللّّه عليه وسلم مولده ونشأته ولد الشيخ في أول محرم الحرام سنة الجزائر، الجزائر العاصمة، نشأ على محبة العلم، وفي السنة التي دخل فيها الاحتلال الفرنسي الجزائر بدأ حفظ القرآن الكريم. انتقل سنة 1253ه / 1837م إلى زاوية علي الطيار بمنطقة البيبان رفقة أخيه سيدي الحاج محمد، لمواصلة طلب العلم، فأتقن القراءات السبع وفن التجويد على يد أحد شيوخ الزاوية المسمى سي الصادق. مقابلة الأمير عبد القادر في سنة 1260ه / 1844م أراد الالتحاق بصفوف المقاومة بجيش الأمير عبد القادر، إلاّ أنّ هذا الأخير رفض ورأى أنّه من الأفضل له مواصلة تعلمه والقيام بمهمة التعليم والإرشاد والتوجيه، وفي السنة نفسها نزل بزاوية سيدي السعيد بن أبي داود بزواوة، لتعلم الفقه والنحو وعلم الكلام والفرائض والمنطق وغيره، وبرز في ذلك. وفي السنة الثانية من إقامته بالزاوية كلّفه شيخه بتدريس المبتدئين، في السنة الرابعة عيّنه مناوبا له في الدّرس، في السنة الخامسة أمره بالتدريس في زاوية ابن أبي التقى قرب برج بوعريريج، وقام بمهمته أحسن قيام، وترك هناك أثرا طيبا وذكرا حسنا. في نهاية السنة الخامسة اجتمع ثلاثة من أعيان أشراف الهامل هم: محمد زيان الشريف، إبراهيم بن الحاج والسيد أبو الأجدل بن عمر، بالشيخ أحمد بن أبي داود، وطلبوا منه السماح للطالب محمد بن أبي القاسم بالرجوع معهم إلى قريتهم ونشر العلم هناك، بإذن منهم فكان لهم ما أرادوا، وكتب الشيخ أحمد بن داود جوابا للشيخ يأمره بالتدريس ببلدته، وعاد الطالب إلى بلده وذلك سنة 1265 ه / 1848م. آثاره ترك الشيخ رسائل كثيرة منها: رسالة في الهجرة، رسالة في تحريم الدخان، رسالة في تفسير سورة القدر، وأخرى إلى بني ميزاب، رسالة في مقامات الأنفس السبعة، وله منظومة الأسماء الحسنى، وغيرها من الرسائل. تلامذته تخرّج على يديه الكثير من طلبة العلم ومريدي الطريق، لعل من أشهرهم: محمد المكي بن عزوز البرجي، محمد المكي بن عزوز البرجي،الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي، أحمد الأمين بن عزوز، أحمد الأمين بن عزوز، أبو القاسم الحفناوي. وفاته توفي الشيخ محمد بن أبي القاسم أول محرم الحرام 1315ه / 2 جوان 1897، عن عمر يناهز 73 سنة.