يتواصل غياب الجزائر عن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في طبعته ال 67، بعد مشاركة فيلم «خارجون عن القانون» لرشيد بوشارب سنة 2010، والذي خرج خالي الوفاض، وإقصاء فيلم «زبانة» من دخول المنافسة الرسمية في 2012 خوفا من تكرار سيناريو فيلم «خارجون عن القانون»، الذي أثار موجة جدل واحتجاجات كونه يصور السياسة القمعية الفرنسية تجاه الجزائريين. ويقتصر حضور الجزائر في مهرجان «كان» على المشاركة الرمزية، بعرض عدد من الأفلام الجزائرية، من خلال جناح الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي التي تسجّل ثالث مشاركة لها في أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، وذلك عبر فضاء «القرية الإفريقية» و «سوق الفيلم» لعرض الانتاجات السينمائية الجزائرية على الموزعين. وسيكون جمهور «كان» على موعد مع الأفلام الجزائرية، من بينها «شفق الظلال» للمخرج محمد الأخضر حمينة، «لالة فاطمة نسومر» لبلقسام حجاج، «عيون الحرامية» للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار الذي تؤدي فيه الفنانة الجزائرية سعاد ماسي دور البطولة، إلى جانب المصري خالد أبو النجا، ويشارك المخرج لطفي بوشوشي بفيلمه «البئر»، في حين سجّل المخرج الشاب أنيس جعاد حضوره بفيلمه «مفترق الطرق»، الذي تمّ عرضه أول أمس، ضمن فضاء مخصص للمهنيين على هامش التشكيلة الرسمية لمهرجان كان، حيث يروي الفيلم الذي يدوم 23 دقيقة حياة بائسة وروتينية لعامل متقدم في السن «رشيد بن علال»، والذي يسهر على تأمين المسار نهارا وليلا بقرية جزائرية والذي يتلقى رسالة تغير حياته اليومية. ويخصّص جناح الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي برنامجه للإنتاجات السينمائية الوطنية والدولية الجديدة، كما يقيم ندوات ولقاءات بين السينمائيين للأفلام الوثائقية والقصيرة، وأيضا للآليات المختلفة للإنتاج والتوزيع السينمائيين في الجزائر، وذلك بحضور مختصين في الفن السابع، فضلا عن تكريم مخرجين شباب. من جهة أخرى، يركّز جناح الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي على مستوى «سوق» الفيلم بالمهرجان، على مسألة الترويج لتوزيع السينما الجزائرية على غرار ما سعت إليه من خلال مشاركتها في سوق الفيلم بمهرجان دبي 2013.