شهدت إحدى المناطق في العاصمة وبالذات إحدى العمارات التي لا تبعد كثيرا عن البريد المركزي حادثا مأساويا أودى بحياة إمرأة مسنة على يد جارها الشاب الذي يعمل بناء، إقتحم منزلها بغرض السرقة. ففي أمسية إحدى أيام الاسبوع الماضي طرق الشاب القاتل بيت الضحية التي يقترب سنها من العقد السابع ففتحت له بكل أمن وأمان وهي التي سبق لها وأن طلبت منه أن يقوم بترميم جزء من سقف إحدى الغرف، على اعتبار أنه بناء، فلبى طلبها ليس بغرض القيام بإصلاح الجزء المهدم وإنما كان يتربص بها للقيام بجريمته النكراء مع سبق الاصرار والترصد، ضاربا بذلك عرض الحائط كل الاعراف والتقاليد التي تقتضيها حسن الجوار والجيرة، كيف لا والرسول عليه الصلاة والسلام أوصى على سابع جار، فما بال المجرم بجارته العجوز المسنة التي تعيش بمفردها، وفي مقام والدته أو حتى جدته لأن الشاب البناء لا يتجاوز سنه 21 عاما. بعدما فتحت الضحية الباب لجارها البناء استدارت نحو المكان المقصود بالترميم، ليباغتها القاتل بضربات سريعة على رأسها بآلة حادة جلبها معه خصيصا للقيام بفعلته الشنيعة، حاولت مقاومته، لكنها عجزت لكبر سنها من جهة ولمباغتة المجرم لها من جهة أخرى، فأجهز عليها بثلاث ضربات على مستوى الرأس كانت كافية لأن تسقطها أرضا والدماء تسيل في كل جهة، ولم تكفه الآلة الحادة فأخرج سكينا وطنعها به عدة مرات لإسكاتها للأبد حتى لا تكشف عن هويته وبعد أن أكمل مهمته القذرة بدأ يجمع ما لدى الضحية من مال وحلي، وفجأة يرن جرس الهاتف الثابت ويجيب الجهاز بعد ثلاث رنات، و اعتقد القاتل وهو في غمرة البحث عن مزيد من المال أو الحلي أن الصوت الذي صدر من جهاز الهاتف إنما جاء من خارج الدار، فهم بالخروج مسرعا تاركا العجوز تتخبط في دمائها والباب مفتوحا . وما هي الا لحظات حتى جاءت ابنتا الضحية لقضاء الأمسية مع والدتها، وكانت المفاجأة مرعبة بالنسبة لهما وهما تريان والدتهما تسبح في بركة من الدماء ومهمشة الرأس، فاقتربت احداهما من الضحية، هذه الأخيرة لم يكن على لسانها، سوى أن البناء هو الفاعل وكانت رسالتها واضحة ليغمى عنها وتدخل في غيبوبة تامة، وبقيت على هذه الحال مدة ثلاثة أيام قبل أن تسلم روحها لخالقها وتموت بعد أن أعطت أولى الخيوط للكشف عن القاتل وسهلت بذلك مهمة رجال الأمن الذين تدخلوا بسرعة للكشف عن الجاني وإلقاء القبض عليه في زمن قياسي، معترفا بكل برودة بتفاصيل الجريمة النكراء التي اقترفها في حق جارته المسنة بغرض السرقة، لكن مع سبق الاصرار والترصد لقتلها وإخفاء جريمته، وتشاء قدرة الإله أن تتلفظ الضحية باسم القاتل قبل أن تفارق الحياة لينال عقابه في الدنيا قبل العقاب الإلهي في الآخرة. ------------------------------------------------------------------------