الفريك ب400 دينار ولحم الخروف يقفز إلى 1200 دينار تعرف أسعار الخضر والفواكه حاليا، موجة غلاء في أسواق ولاية سيدي بلعباس، وهذا أياما قليلة من حلول شهر رمضان الكريم، حيث أبدى عديد المواطنين تخوفهم من ارتفاع أسعار المنتجات الاستهلاكية الأساسية في هذا الشهر، ما جعلهم يتسابقون على اقتنائها مبكرا لتفادي الرضوخ للأسعار الخيالية التي يفرضها التجار مع اقتراب هذه المناسبة الدينية. وفي هذا الصدد، رصدت «الشعب» آراء بعض المواطنين الذين التقيناهم خلال جولة استطلاعية قادتنا إلى مختلف أسواق ولاية سيدي بلعباس، مؤكدين لنا أن نفس السيناريو يتكرر كل سنة مع اقتراب شهر رمضان الكريم، حيث ترتفع أسعار المنتجات الاستهلاكية والمواد الغذائية، أين يقوم التجار باستغلال حمّى الشراء التي يفرضها الشهر للربح السريع وذلك عن طريق التلاعب بمختلف الأسعار، وخاصة المواد الغذائية، دون مراعاة القدرة الشرائية للمواطن، الأمر الذي يستاء منه المواطنون كثيرا ويثير حفيظتهم، ما يدفع عديد العائلات إلى اقتناء مختلف مستلزماتها لهذا الشهر الكريم، حيث تحرص ربات البيوت على أن يكون كل شيء جاهزا وشراء كل ما يلزم لاستقبال هذا الضيف قبل حلوله. ولرصد أجواء التحضيرات لهذا الشهر المبارك، ارتأت «الشعب» التقرب من بعض المواطنين بمختلف الأسواق ونقل آرائهم بشأن مختلف الأسعار، يقول عمي محفوظ، الذي أعرب عن تخوفه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضر في رمضان، فبدأ بالتحضير له منذ أيام قائلا: «لن أنتظر حتى دخول رمضان، الأسعار أكيد أنها سترتفع ارتفاعا رهيبا. فقمت بشراء كل ما يلزم مسبقا خاصة المواد الأساسية التي لا تفسد كالخضروات والحبوب الجافة والسكر والشاي وغيرها». أما سي حسين ففضل شراء السلع الرمضانية خاصة الأساسية منها، قبل أيام من بداية شهر رمضان، مضيفا: «أنا أقتني كل لوازم الشهر الفضيل قبل أن يبدأ المواطنون بالتهافت على الأسواق وقبل أن تلتهب الأسعار»، مؤكدا ل»الشعب» أن شراء المنتجات الغذائية الآن أفضل بكثير منه في رمضان أو قبله بأيام قليلة، لأن زيادة الإقبال والطلب على السلع الغذائية خلال شهر رمضان يرفع الأسعار بشكل تلقائي وفقا لمعادلة العرض والطلب، بحسب تعبيره. من جهته عبّر لنا سليماني عبد القادر عن استيائه الكبير من ارتفاع أسعار المنتوجات والسلع بالسوق من الآن، حيث فوجئ بارتفاع الأسعار ورمضان لم يحل بعد. «الفريك» في أعلى مستوياته في نفس السياق، وبحسب ما لاحظناه في الجولة الاستطلاعية، فإن أسواق الخضر والفواكه تشهد ارتفاعا في أسعار بعض السلع، حيث وقفنا على أهم أسعار المنتوجات الاستهلاكية بالسواق المغطاة بوسط المدينة، حيث عرفت بعض المواد الاستهلاكية ارتفاعا ملحوظا. اقتربنا من بعض التجار لرصد بعض أسعار الخضر والفواكه وكذا المواد الغذائية واسعة الاستهلاك في شهر رمضان، حيث وصل سعر البطاطا إلى 45 دينارا للكيلوغرام الواحد، كما بلغ سعر البصل 40 دينارا، وتراوح سعر الطماطم بين 50 و60 دينارا للكيلوغرام الواحد، أما الحمص فيتراوح سعره ما بين 120 و140 دينار، أما الثوم فبلغ 350 دينار للكيلوغرام، أما فيما يخص «الفريك» الذي يتم به تحضير الطبق الرئيسي «الحريرة»، فيتراوح سعره بين 300 إلى 400 دينار للكيلو غرام الواحد. أما بخصوص اللحوم الحمراء والبيضاء فسعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخروف يتراوح من 1000 إلى 1200 دينار ولحم البقر ما بين 800 و900 دينار. من جهة أخرى، أكد لنا أحد باعة اللحوم البيضاء، أن هذه الأخيرة مرشحة هي الأخرى للصعود، حيث أن الدجاج قفز سعره إلى 300 دينار، فيما كان لا يتجاوز 250 دج قبل أيام قليلة. وفي هذا السياق، تشهد أسواق ولاية سيدي بلعباس هذه الأيام، مع اقتراب شهر رمضان الكريم، ارتفاعا غير مسبوق في أسعار اللحوم البيضاء وخاصة الدجاج، الأمر الذي خلف حالة من التذمر لدى المستهلكين. اللحوم البيضاء ب300 دج للكيلوغرام المتجول في مختلف أسواق اللحوم بالمدينة يلاحظ الارتفاع اليومي لأسعار لحم الدجاج، حيث كان الكيلوغرام الواحد قبل أيام قليلة لا يتجاوز 250 دينار، ليعرف منحىً تصاعديا في ظرف وجيز، ليبلغ حدود 300 دينار للكيلوغرام الواحد. بعض المواطنين الذين تحدثنا إليهم أبدوا استياء كبيرا من الغلاء الفاحش، متسائلين عن دور مصالح الرقابة والوعود التي قدمتها مصالح وزارة التجارة بضمان سعر الدجاج ب250 دينار للكيلوغرام الواحد خلال شهر رمضان. وبحسب بعض مربي الدجاج ل»الشعب»، فإن ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة، راجع إلى قلة العرض جراء تخوفهم من مرض «نيوكاسل» الذي يصيب الدجاج خاصة في فصل الصيف، وهو الأمر الذي استغله بعض المضاربين لرفع الأسعار، مؤكدين لنا أنها ستعرف انخفاضا تدريجيا في الأيام القليلة القادمة. وبحسب ما وقفنا عليه بأسواق اللحوم، فقد ارتفع سعر لحم الدجاج في ظرف أقل من أسبوع بنحو مائة دينار جزائري، حيث تراوحت أسعار الموظب منه في الأسواق الشعبية المعروفة على مستوي الولاية بين 300 و320 دينار للكيلوغرام الواحد، كانت قبل أيام لا تتعدى 250 دينار جزائري، وهو ما خلف تذمرا واسعا بين المواطنين الذين امتنع الكثير منهم عن شراء الدجاج وأبدوا تخوفا من استمرار ارتفاع أسعاره إلى غاية شهر رمضان. وقد أكدت مصادر رسمية من مديرية الفلاحة لولاية سيدي بلعباس ل»الشعب»، أن الكثير من مربي الدواجن توقفوا عن النشاط جراء سيطرة المربين غير الشرعيين، ناهيك عن ارتفاع سعر مواد تغذية الأنعام في السوق، خصوصا مادة الذرة التي تدخل في تركيب غذاء الدواجن، مشيرا إلى أن المربين الذين لايزالون يتابعون نشاطهم هم أيضا يعانون من مشكل ارتفاع الأسعار في أغذية الدواجن والأعلاف.