اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت امس الأحد أن إسرائيل تقترب من تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها قبل العدوان على قطاع غزة، وذلك في وقت عبر فيه ماتان فيلنائي نائب وزير الدفاع عن اعتقاده بأن إسرائيل تقترب من إنهاء الحملة العسكرية في القطاع. ولم يتحدث أولمرت عن إنجازات محددة، ولكنه قال في مستهل جلسة أسبوعية للحكومة الإسرائيلية: إننا ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الصبر والعزيمة والجهد لتحقيق الأهداف المحددة لكي نغير الواقع الأمني في الجنوب بحيث سيتمكن المواطنون من الشعور بالأمان والاستقرار على أمد بعيد.وبعد 16 يوما من الحملة العسكرية الإسرائيلية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يجوز لنا في اللحظة الأخيرة إهدار ما تم تحقيقه حتى الآن بفضل جهد وطني منقطع النظير. أعاد روح الوحدة إلى الشعب الإسرائيلي. وانتقد أولمرت الأصوات الداعية على الساحة الدولية إلى وقف العملية في غزة بقوله: إن أي دولة في العالم - حتى تلك الدول التي تعظنا اليوم - لم تكن لتبدي الصبر وضبط النفس بالقدر الذي أبدته إسرائيل. وعقب أولمرت على قرار مجلس الأمن الأخير الداعي إلى وقف النار فورا بقوله: لم نوافق قطّ على أن تقرر أي جهة بدلا منا ما إذا كان يجوز لنا ضرب أولئك الذين يطلقون القذائف نحو رياض أطفالنا ومدارسنا ولن نوافق على ذلك مستقبلا. أما وزير الدفاع إيهود باراك فقال: إنه ليس هناك تناقض بين دراسة الخطوات السياسية وبين مواصلة الأعمال العسكرية جوا وبحرا وبرا في قطاع غزة.ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك القول: إن الجيش الإسرائيلي يواصل العمل من أجل إعادة الأمن إلى سكان النقب ومن أجل إيجاد السبل الكفيلة بمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع. وفي موقف آخر يدل على توجه للحكومة الإسرائيلية للتعامل أكثر مع الجهود الدولية لوقف النار بغزة، عبر ماتان فيلنائي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي عن اعتقاده بأن إسرائيل تقترب من إنهاء الحملة العسكرية إذ إن قرار مجلس الأمن الدولي لا يتيح لنا المضي قدما فيها لمدة طويلة.وأكد فيلنائي أن الإنجازات الكبيرة التي حققتها إسرائيل ستتبين في الأيام القليلة القادمة... يجب معالجة أعمال التهريب عبر محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الفاصل بين قطاع غزة ومصر. وقبل اجتماع الحكومة، قالت صحف إسرائيلية امس إن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء يوآف غالانت طلب من وزير الدفاع إيهود باراك المصادقة على توسيع العملية العسكرية البرية والبدء في شن المرحلة الثالثة منها التي تشمل زج قوات احتياط كبيرة في القطاع واحتلال أجزاء كبيرة منه. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن غالانت الذي يتبوأ منصب قائد الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي قوله: إنه بالإمكان التوصل على وضع حاسم أمام حماس من دون احتلال كل القطاع. وتوقع غالانت أن يؤدي توسيع العملية البرية إلى تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية. وسيحتم تمديد فترة تجنيد جنود الاحتياط لكن توسيع العملية العسكرية سيؤدي في المقابل إلى حل مشكلة الأمن في جنوب إسرائيل لسنوات طويلة حسب قوله. وذكرت يديعوت أحرونوت أن غالانت قال لأولمرت وباراك أثناء تواجدهما في مقر فرقة غزة العسكرية يوم الخميس الماضي إنه في حال لم يتم توسيع العملية البرية فإننا سنهدر فرصة تاريخية.وقدر غالانت أن وقف العملية العسكرية في القطاع الآن سيؤدي إلى هدوء في الجبهة مع غزة لسنوات معدودة، لكن حركة المقاومة الإسلامية حماس ستستأنف تسلحها وعندما يتجدد إطلاق النار، فإن مدى الصواريخ التي ستكون بحوزة حماس سيصل إلى تل أبيب. ونقلت صحيفة هآرتس امس عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي قولهم إنه من أجل تحقيق نتائج هامة أخرى في العملية العسكرية، فإنه يتعين على الجيش توسيعها لعشرين يوما إضافية على الأقل. وفي الوقت الذي تجرى فيه تحركات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة تتضمن اقتراحا بنشر قوات أو مراقبين دوليين بين غزة ومصر لمنع تهريب السلاح للقطاع، قال عاموس جلعاد المسؤول البارز بوزارة الدفاع الإسرائيلية امس إن مهمة منع تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة يجب أن تقوم بها القوات المصرية رافضا فكرة نشر قوة دولية.وقال في تصريحات لراديو إسرائيل: ما من شك في أن مصر لديها جيش متميز وقوات أمن يمكنها التعامل مع كل الظواهر غير المرغوب فيها من خلال وقفة أمنية، لا أحد يختلف في هذا.وأضاف جلعاد الذي يشارك في المحادثات الأمنية مع مصر أنه على النقيض من ذلك فإن أي قوة دولية ستفتقر للمعلومات الاستخباراتية والقدرة على اختراق صفوف هؤلاء الذين ينفذون كل هذا الكم من التهريب وستفتقر للقدرة المتصلة بالعمليات. وأضاف هناك قوة دولية في جنوب لبنان. ونحن نعرف تماما ماذا يجري هناك مشيرا إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والتي تتهمها إسرائيل بعدم بذل ما يكفي لوقف حشد عسكري من جانب حزب الله منذ الحرب التي دارت بين الحزب وإسرائيل عام .2006 وذكر راديو إسرائيل أن جلعاد سيسافر إلى مصر اليوم الاثنين لبحث مقترحات الهدنة.