لم تتوقف الجزائر في دعم القضية الفلسطينية التي تمر باحرج الظروف واحلكها في ظل العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة الجريحة الصامدة التي فضلت خيار المقاومة من اجل الوطن المسلوب على الاستسلام لليأس والمشروع العبري المتنكر لكل شيء. وانخرطت الجزائر التي ناصرت القضية الفلسطينية بلا تردد، وساندتها دون شروط واملاءات. وهي التي قالت على الدوام أنها مع فلسطين ظالمة اومظلومة. وضمت الجزائر صوتها إلى كل الأصوات المنددة بحرب الإبادة المنفذة بوحشية وحقد وكراهية في غزة التي تقاوم وحدها المشروع العبري. وهي حرب توظف فيها إسرائيل افتك الأسلحة وأكثرها دمارا متجاوزة الأعراف والقوانين والاتفاقات الدولية. ولا سيما اتفاقية جنيف. وأكدت الجزائر في وقت تنكرت فيه أكثر من دولة عربية للمقاومة الفلسطينية، رافضة عقد القمة العربية الطارئة، أنها مع كل مسعى يخدم القضية الفلسطينية. ولهذا قررت الجزائر التي ساهمت بفعالية في المبادرة العربية المطالبة بقبول السلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 ، المشاركة في القمة الطارئة بالدوحة اقتناعا منها بضرورة تبني قرارات جريئة تضع إسرائيل عند حدها ولا تتركها تتمادى في العدوان الوحشي ضاربة عرض الحائط اللوائح الأممية آخرها قرار 1860 الصادر عن مجلس الدولي. وذكرت الجزائر في تعليقها على اللائحة التي صادق عليها مجلس الأمن بعد مرور أسبوعين من العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة أنها خطوة ايجابية لكن غير كافية وتبقى دون تطلعات المجموعة الدولية التي تشدد على وقف العدوان وانسحاب القوات العسكرية الإسرائيلية من غزة. ورأت الجزائر أن هذه اللائحة الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية ، لم تتبع بتطبيق في الميدان من خلال إجراءات عملية ملموسة ملزمة لإسرائيل التي خرج قادتها للتأكيد بتحد وغلو أنهم غير معنيين باللائحة وأنهم لن يوقفوا الحرب العدوانية ما دامت الأهداف لم تتحقق، في إشارة خاطئة إلى القضاء على المقاومة. وترى الجزائر أيضا أن الرفع الفوري للحصار على غزة والشعب الفلسطيني يبقى مطلبا ملحا وتستوقف المجموعة الدولية بشان الخطورة القصوى للوضع في قطاع غزة التي تواجه أشرس آلة حربية تجاوزت حالة إبادتها للشعب الفلسطيني المحرقة النازية على مدى الأسبوع الثالث على التوالي. وتشدد على المزيد من الضغط الدولي ضد الدولة العبرية التي أنشئت بقرار من الهيأة الأممية وتتنكر اليوم للقرارات الأممية. ورددت الجزائر دون انقطاع انه لا يمكن أن يكون هناك سلام عادل وشامل في المنطقة دون تجسيد للحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني وهذا لن يتحقق سوى بالانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة سنة ,1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ويعجل إقرار الحق الفلسطيني، الوحدة الوطنية التي لا بد أن تعلو فوق كل الحسابات وتسقط امامها الخيارات الأخرى لان هذه الوحدة التي مست في الصميم، من الانقسام الفلسطيني الفلسطيني هي التي كانت الثغرة المضرة التي تسللت منها الدولة العبرية وراحت تشن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني دون محاكمة دولية تذكر. ------------------------------------------------------------------------