علامة 5 على 5 هي التي حصدها المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2015، بعدما جمع في رصيده 15 نقطة بدون خطأ ودون تعثر، الإنجاز الذي قام به رفقاء القائد مجيد بوقرة يعود الفضل فيه بالدرجة الأولى إلى المدرب الفرنسي «كريستيان غوركوف» الذي عرف كيف يقود الفريق في الفترة الانتقالية الصعبة للغاية، بعد كأس العالم الممتازة التي أداها «الخضر» في البرازيل وحلم التتويج بكأس أمم إفريقيا الذي طالب به الشعب الجزائري مباشرة بعد التألق ضد مباراة ألمانيا والتي صادفت رحيل هاليلوزيتش» من على رأس العارضة الفنية ل «الخضر». وعادل الفرنسي «كريستيان غوركيف» الرجل الأول على الجهاز الفني للمنتخب الوطني رقم «لوسيان لودوك» سنة 1967، الذي أشرف على منتخب الجزائر بين سنتي 1966 و1969، ونجح في حصد خمسة انتصارات رسمية متتالية بين الخامس فيفري و12 سبتمبر 1967، وكان غوركوف قبل الفوز الخامس أمام إثيوبيا عادل رقم سعدان المدرب الأسبق ل «الخضر» الذي حقق مع المنتخب الجزائري أربع انتصارات متتالية في 2009، خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، وكرر هاليلوزيتش النجاح نفسه في 2013 بتصفيات مونديال 2014 بالبرازيل. غوركوف انتهج سياسة مخالفة للبوسني وعرف كيف يحافظ على استقرار مجموعته واستدعى اللاعبين المغضوب عليهم من قبل الكوتش وحيد على غرار بودبوز وبلفوضيل ومهدي عبيد وبغداد بونجاح الذين منحهم الفرنسي الفرصة لإظهار إمكانياتهم ولم يحدث ثورة في التشكيلة عكس سابقه وواصل العمل من أجل تطوير أسلوب لعب الخضر باللاعبين المتواجدين. كما حرر لاعبين آخرين على غرار محرز وبراهيمي الذين أصبحوا يصنعون أفراح عشاق الكرة المستديرة في بلادنا وأصبحوا حلا إضافيا في هجوم المنتخب، الذي أصبح نقطة القوة في تشكيلة غوركوف بعدما سجل 11 هدفا في اللقاءات الخمسة التي خاضها رفقاء المتألق فيغولي ولو أن هدافيْ المنتخب سليماني وسوداني ساهما بهدف لكل منهما فيما سجل براهيمي ثلاثية ومحرز ثنائية وفيغولي سجل هدفا واحدا رفقة كل من حليش، مجاني ومصباح ليصبح بذلك المدافعين حلا آخر بالنسبة للطاقم الفني في الهجوم. الدفاع يتلقى هدفين في خمسة لقاءات رغم أن الآلة الهجومية «الخضر» استفاقت وتمكنت من التسجيل بمعدل هدفين في كل لقاء ساهم فيها حتى المدافعون، ورغم أن المنتخب خلال هذه التصفيات تلقى هدفين إلا أن خط الدفاع يبقى الحلقة الأضعف في تشكلية غوركوف هو الذي جرب الثنائي بلكالام مجاني أولا، ثم حليش مجاني في الخرجات الثلاثة الأخيرة، إلا أن محور الدفاع يبقى يبعث للخوف في ظل عدم تحقيق الانسجام وفي ظل ثقل المدافعين والأخطاء المتكررة في كل لقاء، خاصة أن أشبال المدرب غوركوف لم يخوضوا بعد مباراة أمام منتخب قوي بمهاجمين ينشطون في خيرة البطولات العالمية على غرار المنتخب الايفواري، النيجيري، الكاميروني والغاني وحتى السينيغالي الذي بدأ يعود لسالف عهده. في نفس السياق، فإن الظهير الأيسر للخضر ولاعب نابولي الإيطالي «فوزي غولام» ومنذ عودته من الإصابة التي تعرض لها في الذراع الأيسر لم يسترجع ذلك المستوى الذي ظهر به في مونديال البرازيل ويجدد الأخطاء نفسها على الرواق الأيسر منذ ثلاث لقاءات متتالية وأصبح يقلق أصحاب الاختصاص بعدما أصبح لا يؤمّن رواقه ويؤكد انتقادات الصحافة الإيطالية التي طالته في الآونة الأخيرة، عكس ذلك ومنذ عودة مدافع ريمس الفرنسي «عيسى ماندي» أساسيا مع الخضر لا زالت المخاوف التي كانت في السابق في ظل تواجد «مهدي مصطفى» في هذا المنصب الذي لطالما انتقد بسبب مشاركاته السيئة والأهداف التي تسبب فيها.