سمحت الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة، في تقديم عديد التسهيلات للمتعاملين الاقتصاديين في إطار سعيها الدائم لإيجاد مناخ استثماري تنافسي يسمح باستحداث الثروة ومناصب شغل جديدة، مثلما جاء في توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة. وتصبّ الإجراءات التحفيزية لجلب الاستثمار، في تشجيع إنشاء المؤسسات المتوسطة والصغيرة، لاسيما ما تعلق بتمكينها من الصفقات العمومية ومختلف المشاريع الكبرى، وذلك إدراكا منها بأنها تمثل أحد أهم دعائم التنمية الأساسية للاقتصاد لأيّ دولة وممثلة بذلك العمق الاستراتيجي للمؤسسات الكبرى. «الشعب»، رصدت هذه الحركية على مستوى الصالون الدولي للأشغال العمومية في طبعته الأخيرة، وعادت بالتفاصيل في هذه الورقة... يدخل هذا التوجه للجزائر في إطار تنويع المداخيل الاقتصادية خارج المحروقات بتطوير تشكيلة من الأنشطة الاقتصادية لتحسين الأداء الاقتصادي وتأهيله للمنافسة الدولية. وانطلاقا من هذا الإطار القانوني والاستراتيجي والقاعدي الذي أتاحته الدولة للراغبين في إنشاء مؤسسات متوسطة وصغيرة واقتحام عالم الاستثمار المنتج، ظهرت عديد الشركات في الساحة الاقتصادية قائمة بذاتها أو عن طريق عقد شراكات، بدأت تجد لنفسها مساحات تنشط فيها وتساهم في صنع مكانة لها لتجعل من نفسها حجر الزاوية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المسطرة في البرامج الخماسية المعلن عنها، وهو ما لمسناه من خلال تقدم عديد المؤسسات التي وقفنا عندها وسلطنا الضوء على نشاطها. «روتاهام» مؤسسة خاصة نالت أعلى تصنيف مهني إنجاز 29 محطة دفع في الشرق ومشروع طريق بالبرواقية قريبا «روتاهام» شركة خاصة ذات أسهم، لديها 12 سنة من الوجود في السوق الوطنية، نالت أعلى تصنيف مهني في مجال الأشغال العمومية، حيث تنشط خصيصا في مجال إنجاز الطرق والأنفاق، وذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال اقتحامها عالم التنمية العقارية ومجالات أخرى، إذ لطالما اتخذت الجودة والنوعية شعارا لها وهو الأمر الذي ساهم في تحسين مردودية إنتاجها. كشف المدير العام للمؤسسة بوديلعة نورالدين ل»الشعب» عن مشروع ضخم تنوي الشركة تنفيذه في القريب العاجل، بالتنسيق مع مجمع إيطالي «كوندوتي» وشركات وطنية على مستوى الطريق الاجتنابي رقم 4 «البرواقية» على طول يقدر ب33 كلم، بالإضافة إلى مشاريع أخرى سيتم إنجازها في المستقبل القريب. وبحسب المدير العام للشركة، فإن «روتاهام» بصدد إنجاز محطات دفع بالشراكة مع المجمع الذي يضم 6 شركات إيطالية ومؤسستنا التي تعتبر الشريك الوطني الوحيد. وقد انطلقت الأشغال في الشرق على مستوى 29 محطة دفع، بالإضافة إلى محطات الراحة بسيدي بلعباس و3 في ولاية ميلة. ولا يقتصر عمل شركة «روتاهام» على إنجاز الطرق والأنفاق فقط وإنما تتوفر على فروع عديدة وأنشطة متنوعة، حيث تمتلك المؤسسة مخبرا ذاتيا للمراقبة الداخلية والذي تم إنشاءه تمشيا مع القوانين المفروضة، مضيفا أن المخبر سيعمل على ضمان مراقبة أشغال المؤسسة قبل انطلاقها والتي يفترض أن تكون مطابقة للمواصفات التقنية عالية المستوى. كما ستنطلق الشركة في العمل في مجال التطوير العقاري، حيث أن كل الظروف مهيأة لمباشرة الشغل بعد تحضير الوثائق الإدارية اللازمة والسجل التجاري والأرضية المناسبة، في حين لم يتم بعد الانطلاق في الأشغال ومباشرة هذا النشاط الذي يدخل ضمن أولويات الشركة، نظرا لأهمية التنمية العقارية والطلب المتزايد على هذا النوع من الأنشطة. بوزيد قوقام مدير اتصال «لونجينوتي ألجيريان»: نعمل على تطوير الآلات الخاصة بصناعة البلاط في الجزائر «لونجينوتي ألجيريان»، مؤسسة إيطالية رائدة في صناعة البلاط في الجزائر، التحقت بالسوق الوطنية منذ 1972، وعملت منذ ذلك الحين على تطوير الآلات والأجهزة الخاصة بصناعة البلاط أو ما يسمى ب»الكارلاج» من أجل إرضاء الزبائن ولكي تحافظ على نجاحها وتكون في المستوى المطلوب. أكد المسؤول المكلف بالاتصال على مستوى «لونجينوتي ألجيريان» لبوزيد قوقام ل»الشعب»، «أن المؤسسة تتميز عن منافسيها في كونها تسعى إلى تطوير الآلات المنتجة للبلاط من خلال إضافة تقنيات جديدة على منتوجها، مشيرا إلى أن المؤسسة تتوفر على مخبر خاص تتمثل مهامه في العمل على اكتشاف التقنيات الحديثة التي تواكب التطور التكنولوجي في هذا المجال بغية تسهيل عملية صناعة البلاط باستخدام آلات من آخر طراز». وأضاف بوزيد قوقام في ذات السياق، «شركتنا تقدم إنتاجها الجديد من آلات البلاط بمواصفات وتقنية إيطالية 100 من المائة والتي اعتمدت فيها المواصفات التي تلائم ظروف العمل في الجزائر، حيث تم تزويد الآلات بمحركات جديدة، كما تم العمل على تطوير نظام المص، وتسعى المؤسسة أيضا إلى بذل مجهودات أكبر لتدارك النقائص الموجودة وبالتالي البحث عن الأحسن». وفيا يخص مشاركة المؤسسة في المعرض الدولي للأشغال العمومية، الذي مضى عنه سوى يومين، قال ذات المتحدث، إن» لونجينوتي ألجيريان» متعودة على هذا الحدث البارز منذ سنوات وهو يعد فرصة جيدة أمام المتعاملين الوطنيين لإقامة علاقات شراكة قوية مع مؤسسات أجنبية، مؤكدا على أهمية هذا الصالون الذي يجلب اهتمام المتعاملين الاقتصاديين والمحترفين في مجال الأشغال العمومية. مدير القسم التجاري بمؤسسة «موبيفيل»: منتجاتنا جزائرية 100% تعرض لوحات إشهارية ذات نوعية «موبيفيل»، مؤسسة مختصة في تصنيع اللوحات الإشهارية والإعلانات في مواقف الحافلات، وهي شركة لا تعتمد على الاستيراد، بل منتجاتها جزائرية الصنع 100٪ ذات نوعية وجودة عالية، هو ما أكده لنا مدير القسم التجاري بونوار جمال الدين عادل. وتسعى مؤسسة «موبيفيل»، التي تأسست سنة 2008، إلى استخدام أحدث التقنيات، حيث تتوفر على آلات عصرية كلفت الشركة أموالا كبيرة وهو ما سيسمح لها بالحصول على منتوج ذي نوعية جيدة أفضل من السابق. ومن خلال أنشطتها المتنوعة، ستكون «موبيفيل» حاضرة بقوة في السوق الوطنية، مشيرا إلى أن المؤسسة طورت طريقة عملها، حيث تعمل من أجل توفير الإنارة العمومية باستخدام ما يسمى «لاد» الذي يقلل استهلاك الطاقة الكهربائية بنسبة 75٪ مقارنة بالطاقة المستعملة. وتعمل «موبيفيل» على مرافقة مختلف البلديات عبر القطر الوطني بهدف السهر على تحسين معيشة المواطن الجزائري بفضل منتجاتنا العصرية الفريدة من نوعها والتي تثير استحسان المواطنين والزبائن بمجرد رؤية الأعمدة الإشهارية والإعلانات في مواقف الحافلات التي توفرها المؤسسة، بالإضافة إلى أنشطة أخرى خاصة بتحسين صورة المراحيض العمومية وإنتاج أكشاك التبغ وبيع الزهور والسلال متعددة الاستعمالات وتصنيع حواجز حماية المدن. من جهة أخرى، أكد مدير القسم التجاري أنه في حال حدوث تكسير وتخريب للزجاج الخاص بالإعلانات في الشارع من طرف المناصرين وهو الأمر الذي يحصل خلال العديد من مباريات كرة القدم - على حد قوله - تقوم المؤسسة بضمان الصيانة مجانا ودون طلب تعويض. كما تسعى «موبيفيل «إلى استخدام أحدث التقنيات في مجال الإشهار لتفادي فوضى الإعلانات وحتى يتعود بعض الشباب الطائش على العصرنة. «مورتيكسيا» شركة جديدة تقدم منتجات خاصة بالديكور والزخرفة تقدم «مورتيكسيا» وهي شركة جزائرية جديدة النشأة، لم يمر على تواجدها في السوق الوطنية إلا سنة واحدة، عروضا استثنائية فيما يخص إنتاج كل ما يتعلق بالديكور من قوالب وأدوات خاصة وتلبيس الأرض والجدران وتجديدها والتلصيق والإصلاح وطلاء الواجهة. وأوضح المسؤول الإداري، العربي ناقودي، أن مؤسسة «مورتيكسيا «تقوم بإنتاج هذه القوالب والأدوات الخاصة بالديكور والزخرفة وهي منتجات محلية جزائرية، وهو الأمر الإيجابي الذي يساعد الزبائن، لأنه لا يتم تسجيل أي ندرة في المنتجات التي توفرها الشركة، مشيرا إلى أن المؤسسة تتوفر على فريق عمل مؤهل ولديه إرادة قوية يسعى من خلالها إلى تحقيق النجاح والتقرب أكثر من الزبائن والمواطن الجزائري. ودعا العربي إلى أهمية تشجيع هذه المؤسسة التي تقدم منتوجا محليا حتى تتمكن من الوصول إلى كافة أرجاء القطر الوطني وحتى تقوم بتوسيع نشاطها من خلال التعامل مع تجار الجملة بالإضافة إلى الشركات الوطنية، موضحا أن «مورتيكسيا» لا تعتمد على الاستيراد الذي أصبح يسيطر على كل المنتجات الجزائرية في السوق، بالرغم من توفر الإمكانات والمؤهلات التي تمكن المواطن الجزائري من التصنيع والإنتاج في مختلف المجالات وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي.